أخبار حول العالم
أم الطفل أحمد مناصرة تستصرخ العالم لإنقاذ طفلها
بصوت مهزوز وكله ألم، ناشدت أم الأسير أحمد مناصرة ضمائر العالم، والذي يبدو بأنه نائم منذ أن تم اعتقال طفلها وهو في عمر الـ 13 عاماً، حيث تعرض حينها للتحقيق والاستجواب الطويل من قبل عساكر وضباط، ليتعرض بعد ذلك للتنكيل والسجن الانفرادي وغيرها الكثير من ممارسات لا تمت للإنسانية بصلة.
وفي كل مرة كان يردد الطفل وهو في حالة بكاء وارتباك شديد عبارة: "مش متذكر" وسط صراخ المحققين، فقد تعرض إلى صدمة كبيرة جعلته غير قادر على التواصل، وخلف كل هذا، هناك أم، تنام كل ليلة والدموع تملأ عينيها، تسارع الخطى وتسابق الوقت في كل زيارة لطفلها، لتجلس أمامه والزجاج يقف حاجزاً بينهما، وكأن السجان يهاب ويخاف من أن تحضن الأم طفلها، يخاف من أن تقوم بتقبيله وشم رائحته، وبكلمات يعتصرها الألم تصف والدة أحمد زيارتها له، فتقول: "ابني يريدني، يتشبث بالزجاج (أثناء الزيارة) وأقول له يا ليتني أستطيع أن أخرجك من وراء هذا الزجاج. صرت أحضنه في الهواء وهو يبكي، والجنود يستفزوننا لأقصى حد ويصرخون فينا كي نغادر أنا ووالده." لتعود الأم في كل مرة بقلب يعتصره الحزن وعيون باكية وصورة طفلها وهو يحاول الوصول إلى حضنها لا تفارقها ابداَ.
قد يكون العالم قد نسي أحمد وقصته، ولكنها الأم، التي لا تنسى ولا تتغير ولا تستسلم، فهي منذ أن تم اعتقال طفلها وهو يبلغ من العمر 13 عاماً مازالت تواظب على مناشدة العالم والدعاء له أن يفك الله أسره، ولازالت تبحث عن وسيلة لتحريره، فهو الطفل الذي حكم 12 عاماً دون أي ذنب سوى أنه ولد يعيش في بلد يقبع تحت الاحتلال.
بدأت القصة منذ 7 سنوات في 2015، عندما قامت قوات الاحتلال باعتقال أحمد وهو بعمر 13 عاماً بعد دهسه وتعرضه للضرب على أيدي مستوطنين. يعاني أحمد الآن من اضطرابات نفسية وتورم دموي يسبب له صداعاً شديداً وآلاماً حادة، وقد حُرم كذلك من مقابلة ذويه مرات عديدة، وحتى عندما يسمح له بمقابلتهم يكون اللقاء من وراء الزجاج ولوقت قصير.
حرم أحمد من طفولته وحرمت والدته منه، فرأت طفلها يكبر ويصبح شاباً بعيداً عن عينيها، ولا تزال تشير إليه بالطفل أحمد على الرغم من أنه يبلغ اليوم 20 عاماً، ولكن في عيون أمه لن يكبر الصبي بسرعة، فهي تريد أن تتشبث بكل ذكرى معه قبل اعتقاله، وتتمنى لو يعود الزمان ليعود إلى أحضانها ويركض في أنحاء المنزل بمشاكسات الصبيان البريئة، لم ترد الأم لطفلها أن تضيع طفولته في غياهب الأسر، أن يمضي سنين من عمره في السجن الانفرادي، وأن يتعرض لضرب مبرح بما في ذلك كسر لجمجمته، وأن يتعرض إلى أقسى أنواع التعذيب الجسدي والترهيب النفسي واستخدام أسلوب التحقيق الطويل دون توقف والحرمان من النوم والراحة، والتعرض إلى ضغوطات نفسية كبيرة لا يحتملها طفل.
وقد أطلق نشطاء وسم#الحرية_لأحمد_مناصرة للضغط على قوات الاحتلال للإفراج الفوري عن الأسير أحمد في المحاكمة المقررة في 13 من ابريل، وقد اتخذ الكثيرين منهم هاشتاج #مش_متذكر وذلك دلالة على الجملة التي قالها الطفل أثناء التحقيق معه.