أخبار حول العالم
هكذا ساعد أحمد مئات الآلاف من التلاميذ خلال فترة الكورونا
لا يمكن لأحد أن يتخيل أن طفلاً، لم يتجاوز الخامسة عشر من عمره، يمكن له أن يقدم مادة تعليمية مشروحة بأسلوب بسيط ومفصل عبر منصة يوتيوب كما فعل أحمد!
أحمد أبو الرب، طالب في الصف العاشر في مدرسة في منطقة القويسمة في عمّان، استطاع بتميزه واجتهاده أن يقدم لزملائه ولطلاب المدارس بشكل عام في المرحلة الإعدادية فيديوهات تشرح بطريقة سلسة ومميزة موادهم الدراسية المختلفة، حتى وصل عدد المشتركين بقناته في يوتيوب ما يقارب ال 17 ألف مشترك، بالإضافة إلى 10 آلاف متابع على فيسبوك في غضون ثمانية أشهر فقط!
كان أحمد طفلاً مجتهداً منذ الصغر، يحب الدراسة ويحصد دائماً أعلى النتائج، حتى وصل معدله في الصف التاسع إلى ال 99.9%، فقام باستغلال قدراته وحبه للعلم والتعلم بهذه المبادرة التي كان فيها نفع كبير لغيره من الطلاب في مثل سنه.
بدأت قصته وهو في الصف التاسع/ الفصل الثاني، عندما بدأت المدارس تتجه نحو التعليم عن بعد بسبب أزمة كورونا، فقام بشرح أحد الدروس لزملائه في فيديو نشره على صفحة المدرسة في فيسبوك، فلاقى الفيديو إقبالاً كبيراً من زملائه الذين أحبوا أسلوبه وطريقة شرحه وفهموا الدرس بشكل جيد.
عندها فكر أحمد في أن ينشئ مجموعة في موقع فيسبوك ليقدم من خلالها الشروحات لزملائه في بث مباشر، إلا أن بعض المشاكل التقنية المتعلقة بسرعة الإنترنت، جعلته يفكر بإنشاء قناة يوتيوب خاصة به يرفع عليها كل الفيديوهات والشروحات التي يسجلها.
وقد قام إلى الآن بإضافة العديد من الفيديوهات عن مختلف المواد الدراسية: الرياضيات، والكيمياء، والأحياء، والفيزياء، وعلوم الأرض، واللغتين العربية والإنجليزية، حتى وصل مجموع عدد المشاهدات لقناته إلى 900 ألف مشاهدة.
وقد قال عندما سألناه عن التعليم عن بعد وتحدياته الكثيرة: "التعليم المباشر هو أفضل من التعليم عن بعد من حيث إيصال المعلومة، وأعتقد أنني تمكنت من خلال ما أقدمه أن أتجاوز ذلك، بناءً على ما سمعته من الطلاب وتفاعلهم الكبير معي، إضافة إلى أنني طالب مثلهم وبنفس عمرهم لدي من التساؤلات ما لديهم، لذلك أعتقد أن ذلك قربني أكثر إلى ما يحتاجه الطلاب ومكنني من إيصال المعلومة بشكل أفضل".
وأضاف أحمد: "قمت بتطوير الفيديوهات التي أقدمها على يوتيوب، فأحضرت جهاز حاسوب وكاتب لوحي لمساعدتي في الشرح بطريقة أفضل ولأنتج فيديوهات بجودة أعلى، فأنا أسعى دائماً لتطوير قناتي ومشروعي قدر المستطاع ليستفيد الجميع"