الرياضة
٤ طرق غيَّرت فيها اليوغا حياتي
عندما بدأت بممارسة تمارين اليوغا قبل ثلاث سنوات، كان السبب أنني أردت أن أحصل على قوام رشيق، ,ون أزيد من قوة جسدي ومرونته. بالنسبة لي، كنت أمارس التمارين من أجل الفوائد الجسدية فقط، مثل أي تمارين رياضية جربتها من قبل. ولكن بعد سنة من ممارسة تمارين اليوغا، بدأت أدرك أن اليوغا لم تعد علي بفوائد جسدية فقط، بل كانت تساعدني في العديد من النواحي الأخرى ايضا فهي رياضة وعلاج .
إليك الفوائد الأساسية الأربعة التي حصلت عليها من ممارسة اليوغا:
١- بدأت أتنفس من جديد
من المعروف أن التنفس مهم جداً، فهو أهم شيء يبقينا على قيد الحياة كل يوم. ولكن ما لا يعلمه الكثير من الناس هو أن أغلبنا لا يقوم بالتنفس بطريقة صحيحة. ولأننا نعيش حياة صاخبة وسريعة وأيامنا مليئة بالتوتر، فإننا نميل للتنفس بشكل سطحي (تحديد التنفس في منطقة الصدر والحنجرة، ولا نستعمل منطقة البطن مطلقاً، وهذا عكس ما يفعله الأطفال الرضع الذين يستخدمون منطقة البطن أثناء التنفس دائماً). إن هذا يعني أننا نأخذ كميات أقل من الهواء وبالتالي نأخذ عدداً أكبر من الأنفاس في الدقيقة، مما يؤدي في النهاية إلى زيادة معدل ضربات القلب بطريقة تفتقر إلى الكفاءة - وهذا بدوره يؤدي إلى الضغط والتوتر الإضافي، والقلق، وفي بعض الأحيان إلى المرض. عند ممارسة تمارين اليوغا، نتعلم كيفية استخدام التنفس الكامل، والذي يساعد على رفع كفاءة عملية التنفس بشكل عام.
٢- تعرفت على نفسي من جديد
من يمارس تمارين اليوغا أو مارسها من قبل يعلم أن هناك العديد من الوضعيات الصعبة وغير المريحة، أو التي تفرض تحدياً على الجسم، وهذا يحدث بشكل خاص إذا كانت العضلات ضعيفة أو مشدودة. عندما تجد نفسك في هذه الأوضاع غير المريحة، يبدأ عقلك بإرسال رسائل تحثك على الخروج من هذه الأوضاع. مع الوقت، تبدأ بمعرفة أنماطك وعاداتك. متى تشعر بعدم الراحة؟ ما هي حدودك؟ ومتى تسمح لنفسك بتخطي هذه الحدود؟ في النهاية، تدرب نفسك على تخطي هذه الوضعيات غير المريحة عن طريق التنفس، ومن خلال هذه العملية تتعرف أكثر على نفسك وعلى عاداتك. أنا شخصياً بدأت أتعرف على بعض أنماطي الخاصة وأصبحت قادرة على تحديد الوضعيات الصعبة التي تتطلب مني المزيد من الجهد لجعل ممارستي لليوغا سلسة أكثر.
كنت أمارس التمارين من أجل الفوائدالجسدية فقط، مثل أي تمارين رياضية جربتها من قبل. ولكن بعد سنة من ممارسة اليوغا، بدأت أدرك أن اليوغا لم تعد علي بفوائد جسدية فقط، بل كانت تساعدني في العديد من النواحي الأخرى.
٣- إن سلوكي أثناء وقت اليوغا هو نفسه خارج هذا الوقت
في عالم اليوغا، يقال أن فرشتك هي مرآتك. تماماً مثلما نواجه وضعيات صعبة في اليوغا، نحن نمر في حياتنا اليومية أيضاً بمواقف تفرض علينا تحديات وصعوبات. إن أزمة السير، والمشاكل في البيت أو في العمل، والمواعيد النهائية التي تسبب لنا التوتر، هي بعض من الأمثلة فقط! إن اسلوبنا في التعامل مع الوضعيات الصعبة على فرشة اليوغا هو نفس الأسلوب الذي نتعامل به مع المواقف الصعبة بعيداً عنها. وهكذا، عندما نتعلم أن نهدأ ونتنفس خلال الوضعيات الصعبة، فإننا ندرب نفسنا على أن نهدأ ونتنفس خلال الأوقات الصعبة في يومنا. إن هذا، بطبيعية الحال، يتطلب قدراً كبيراً من ضبط النفس، ولكن اليوغا تزودنا ببعض الأدوات الضرورية للتعامل مع الضغوطات اليومية.
عندما استجمعت شجاعتي في النهاية وقررت المحاولة، اكتشفت أن كل مخاوفي متواجدة في عقلي فقط، وأنه كان يضع لي المحددات بطرق عدة
٤- أصبحت مقتنعة ١٠٠٪ بمبدأ أن ما يدور في عقلك من أفكار هو ما ستحصل عليه في الواقع.
من أين أبدأ بالحديث عن العقل! إنه يضع العديد من المطبات والعوائق أمامنا! وهذا صحيح أيضاً عندما يتعلق الأمر باليوغا. خلال ممارستي لليوغا ومن خلال خبرتي القصيرة في تعليمها، أرى وأسمع العديد من التعليقات مثل: “ذراعي ضعيفتان جداً”، “جسمي لا يتمتع بالمرونة”، “لست قوية أبداً”، “أنا خائفة من وضعيات الانقلاب “ من المستحيل أن أقدر على فعل ذلك”. لقد واجهت بعض التحديات في ممارسة تمارين وضعيات الانقلاب (أغلبها مرتبطة بالوقوف على اليدين والمرفقين)، لذا فأنا أعلم كيف من الممكن أن تغلق عقلك بالكامل على أمكانية تجريب وضعية معينة. لقد كنت خائفة دائماً من أن أقع على الأرض وأن أكسر ظهري، وهكذا تجنبت حتى محاولة الوقوف على المرفقين لمدة سنتين. وعندما استجمعت شجاعتي في النهاية وقررت المحاولة، اكتشفت أن كل مخاوفي متواجدة في عقلي فقط، وأنه كان يضع لي المحددات بطرق عدة. طالما نحن نمارس اليوغا بطريقة آمنة ونحرر عقلنا، سنفاجئ بما تستطيع أجسامنا تحقيقه.
وهكذا، فإن زيادة قوة الجسم ومرونته ما هي إلا آثار إيجابية ولكن جانبية لممارسة اليوغا. ولكن أن نتوائم مع أرواحنا وأجسادنا وعقولنا، وأن نتعلم أكثر عن ذواتنا الحقيقية هو في النهاية أهم ما تستطيع اليوغا تقديمه لنا.