العلاقات
الرجل الذي يعنف زوجته وأولاده.. من يوقفه؟
بقلم: مي أحمد، مدونة وكاتبة محتوى
انتشرت في الآونة الأخيرة عبارة "التعنيف الأسري" بكثرة، وربما يكون التعدي بالضرب هو أول ما يفهمه الكثير منا بمجرد سماعهم لها، ولكن في الحقيقة التعنيف هو معنى آخر يتعدى ذلك ليشمل كافة أنواع التعدي سواءً بالضرب أو الألفاظ أو غيرها.
ولا يقتصر ذلك على تعنيف الزوج لزوجته وإنما لأبنائه أيضاً.
التعنيف ضد المرأة هي ثقافه قديمة وعادات تربى عليها بعض الرجال حتى ترسخت في عقولهم، أن الرجل كلما قام بتعنيف زوجته كلما استطاع اثبات رجولته وقوته.
فصرنا نسمع في هذه الايام عن الكثير من حالات التعنيف، وكيف أدت إلى أضرار جسيمة، بالإضافة إلى ما نقرؤه على وسائل التواصل الاجتماعي عن آباء يتعدون بالضرب المبرح على أطفالهم، حتى وافت بعضهم المنية كنتيجة لذلك.
كأننا في زمن انتزعت فيه الرحمة من قلوبنا حتى أصبح الوالد يقتل طفله بهذا الشكل المؤلم.
هذه المشكلة تعتبر من المشاكل التي يصعب علينا حلها لأنها تعتمد فقط علي مدى وعي وثقافة واستيعاب الأفراد والناس. فكثير من الناس لا يحبون أن يتدخل أحد في طريقة تربيتهم لأطفالهم، أو تعاملهم مع زوجاتهم.
لكن، ما الدافع وراء هذا العنف؟
يوجد العديد من الأسباب أو المبررات التي يضعها الرجل لنفسه:
- سوء الحالة الاقتصادية والفروق المادية بينه وبين زوجته تجعله يشعر دئماً بالنقص فيقوم بتعويض ذلك بالتعدي عليها.
- الثقافة المورثة لديه من الآباء والأجداد.
- بعض الضغوط النفسية سواءً من عمله أو غيرها.
- حالات الإدمان على الكحول والمخدرات تجعله دائماً في حالة غضب.
- فرض هيبته وهيمنته، أي أنه يرى أن عليه جعل أطفاله وزوجته في حالة خوف دائم ليشعروا بهيبته.
وإذا تحدثنا عن تعنيف الأطفال، سنرى أيضاً أن الأمهات أصبحن يفعلن ذلك وبكثرة في هذه الأيام، فعندما يقوم الزوج بالتعدي على زوجته، تقوم الزوجة بإخراج جام غضبها على أطفالها، فنرى أن كل قوي يتعدى على الأضعف منه!
ونرى أن كل هذه المبررات لا تعطي الحق أبداً لأي إنسان أن يتعدى على أي شخص آخر، خاصة الأطفال، فما ذنب الطفل بظروف أبيه المعيشية أو بغضبه وحنقه على شيء ما، أو النقص الذى يريد والده أن يعوضه من خلاله.
لا نستطيع أن نقول أن هذا التعدي يمكن أن يمر مرور الكرام دون أن يسبب أضرار جسيمة بعضها يكون أثره طويل المدى، فمن أضرار هذا التعدي:
- الحالة النفسية السيئة التي يعاني منها جميع أفراد الأسرة.
- الخوف الدائم والشعور بالألم لكل ما يراه الأطفال من معاملة سيئة وضرب وتعنيف.
- الطلاق الذى يسبب تفكك الأسرة ويخلق داخل أبنائها الشعور بالنقص.
- السلوك العنيف للطفل في الخارج وفي تعامله مع غيره.
- يصبح الطفل نسخة عن والديه عندما يكبر، فالتعنيف مثل الجينات التي تورث.
- انتحار بعض السيدات للتخلص من حياتهن البائسة.
- الآلام الجسدية.
يجب علي كل من يفعل هذا ان يتحول للمساءلة القانونية وأن تقع عليه أشد العقوبات، في المقابل علينا بزيادة الوعي بين الأمهات والآباء عن الطرق الصحيحة والصحية للتعامل مع الأطفال وتربيتهم بعيداً عن العنف والضرب والتعنيف اللفظي.
فمن أبسط حقوق الطفل أن يشعر دائماً بالأمان داخل منزله وأن يعامل معاملة جيدة تتماشى مع عمره.
لذلك فإنه على كل إنسان يعنف طفله أن يعرف أن هذا الطفل هو أمانة سيحاسب عليها أمام الله، وأنه من واجبه كولي أمر أن يبذل قصارى جهده ليحيى هذا الطفل حياة طبيعية بعيدة عن الخوف والقلق والأمراض النفسية.
فإذا لم تكن إنساناً سوياً يصلح للمعاشرة بالرحمة والود.. لا تتزوج
وإذا كنتم لا تعرفون كيف تربون أبنائكم سوى بهذه الطريقة.. لا تنجبوا