العلاقات
4 مؤشرات للخطر في العلاقة الزوجية
من حين إلى آخر، تستشيرني بعض صديقاتي في بعض المشكلات التي قد تواجههن في العلاقة الزوجية، وتتراوح اقتراحاتي بين التصبير على الأمور البسيطة، أو شرح طرق حل المشكلات إذا كان الأمر يحتاج إلى تفاهم، أو التحدث معهنّ حول تأثير الماضي في علاقة الأهل ببعضهم سابقاً، وكيف يمكن أن تلقي بظلالها على العلاقة الحالية، أو غير ذلك حسبما يقتضي الحال.
لكن هنالك علاقات من نوع آخر مختلف، لا يوجد وصف لها سوى أنها مسممة، أو غير صحية في أفضل أحوالها.
والمشكلة هنا أن الزوجة نفسها (أو الزوج لو كان هو المتضرر) لا تدرك أنها في علاقة غير سوية وتمنح زوجها الكثير من الأعذار المصحوبة بالشفقة، وتنسى أن تشفق على نفسها من الاستمرار في حياةٍ صعبة تؤثر في صحتها النفسية والجسمية.
فما هي بعض مؤشرات الخطر هذه؟
التقليل من شأن الزوجة وما تقوم به
كل ما تقوم به الزوجة ناقص وليس كاملاً، ويجب أن تقوم بالمزيد لاسترضاء الزوج، علماً أنها حتى لو فعلت ذلك فلن يرضيه وسوف يبحث عن ما ينتقده أياً كان. سواءً في الطعام، أو في المنزل، أو الملبس، أو حتى ترتيب أحد الأدراج!
وإن لم يجد فسوف يعلق على شكلها الذي وافق عليه بنفسه يوم وافق على الزواج!
وفي الحقيقة، كل هذا مخالفٌ لما ينبغي أن يقوم به: المساعدة في المنزل لو احتاجت الزوجة لذلك، أو حتى إحضار خادمة مرة في الأسبوع لمساندتها لو كان مقتدراً مادياً، وتقدير جهود زوجته حتى لو لم تكن كاملة.
وشكرها على أي بادرة منها لتغيير أي شيء نحو الأفضل، والإطراء عليها حتى وهي منكوشة الشعر جراء انشغالها في شؤون البيت؛ فهذا كله يفرح قلبها ويجعلها تشعر بأن التعب قد تلاشى، وأنها قادرة على الاستمرار.
الاستغلال المالي
سواءً كانت المرأة عاملةً أم لا، نجد عيناتٍ من الأزواج الذين لا مشكلة لديهم في التلاعب بعواطف الزوجة لكي تنفق مالها على البيت رغم قدرتهم على ذلك (يختلف الحال في حال كانت راضية بذلك ولا مشكلة لديها، أو إن كان الزوج فعلاً يبذل جهده).
الزوج الذي يفعل ذلك، قد يطلب منها أيضاً أن تبيع مصاغها أو تأخذ قرضاً باسمها ليقضي بعض احتياجاته الشخصية، وأحياناً تكون كمالية.
أو ذلك الذي يخلط بين الحاجات والرغبات فتكون أولويته هي الإنفاق على متعه الشخصية أكثر من الإنفاق على أسرته، سواءً بالإنفاق على الخروج مع أصدقائه أو أهله أو على السجائر أو الشيشة، ثم يقول لزوجته لقد انتهى راتب الشهر فهاتي أنتِ ما لديكِ!
هذا كله مؤشر خطر يقول للزوجة احذري ولا تقدمي أكثر من طاقتك، وأنتِ غير مقتنعة أو راضية.
التحكم الزائد والإيذاء اللفظي والجسدي
رغم أن الشائع في مجتمعاتنا أقوالٌ وأمثال غريبة، مثل: "شاوروهن وخالفوهن" و"اكسر للبنت ضلع يطلع لها خمسين ضلع" ولكن هذا كله يجافي الحقّ والرحمة.
وأي رجل لا مانع لديه من حرمان زوجته من أي زيارات أو أنشطة تحبها، أو يكثر من السباب والشتائم، أو يهمل احتياجات زوجته، أو يؤذيها بأي شكل سواءً بسبب أو من دون سبب.
فذلك يستدعي مراجعة نفسكِ وسبب بقائك في مثل هذه العلاقة، وإن كان هنالك أمل في التغيير أو لا، وكيف ستتعاملين مع وضعٍ كهذا.
عدم القابلية للتفاهم
لا يوجد منا من لا يخطئ، وإن تضايقتِ من زوجك لأي سبب، فإن الحوار والوصول إلى حل مشترك هو أفضل طريقة للتعامل مع المشكلات والتفاهم بشأنها، ويمكنك الرجوع إلى مقال: كيف نتعامل مع المشكلات الزوجية بطريقة صحية؟
إن تجاوب الزوج معكِ ورغبته في أن يصل معك إلى حل مشترك دليل على وعيه ونضجه وسعيه إلى استمرار حياتكما الزوجية في وئام حتى لو كان التغيير صعباً وحتى لو حصلت بعض الانتكاسات.
أما رفض الحوار والمشاركة مطلقاً، وعبارات مثل: "أنا رجل البيت ويجب أن تتحمليني" أو "أنا هكذا ولن أتغير"، وفوق ذلك: "إن لم يعجبك فاتركي البيت" فهذه أمورٌ تستدعي إعادة التفكير في العلاقة.
يكون الأمر أسهل بكثير إذا تمت ملاحظة مثل هذه الأمور في فترة الخطوبة واتخاذ القرار بشأنها بالبعد، خصوصاً أن معظم الأحوال الواردة أعلاه تظهر مؤشراتها في تلك الفترة.
من الضروري الانتباه إلى علامات الخطر هذه، وعدم منح الأعذار سواءً تلك التي تتعلق بنشأة الزوج أو ضغوط العمل أو ضيقه لأي أمر، فمراعاة نفسكِ أولى، ومهما مر من سنوات في العلاقة، سواء سنة واحدة أو عشرين سنة وأكثر، فهل يستحق الأمر الاستمرار 20 سنة أخرى؟
لا تنسي أنه يمكنك دائماً اللجوء إلى المختصين في الإرشاد الأسري إذا لزم الأمر، ولكل حالة طرق للتعامل معها حسب خصوصياتها.