العلاقات
4 نصائح للتعامل مع زوجك خلال فترة الحجر المنزلي
جرت العادة في الحياة اليومية الطبيعية للأزواج أن يركض كلاً من الزوجين باتجاه مسؤولياته ومهامه اللامتناهية، فالرجل يسعى ويعمل لساعاتٍ طوال خارج المنزل ليوفر لزوجته وابنائه حياةً رغيدة، والزوجة كذلك تقضي ساعات يومها في الأعمال المنزلية ورعاية الأطفال إلى جانب مهامها الوظيفية إن كانت موظفة، أو حتى تكاليفها الدراسية إن كانت في صفوف الدراسة، وهكذا تمضي السنوات بهذا الروتين الذي يحجبهم عن العيش معًا قلبًا وقالبًا، باستثناء إجازة نهاية الأسبوع، والإجازات السنوية التي يقضونها كما خططوا لها مسبقًا على الأغلب.
إلا أن جائحة كورونا قد كسرت جميع أنواع الروتين، وتعارضت مع الخطط المسبقة بكل أصنافها، وحتمت على الجميع البقاء في منازلهم، ليسكُن الخارج وتُعمر البيوت من الداخل بساكنيها.
هذه بعض النصائح لتسعدي بعلاقتك الزوجية في فترة الحجر المنزلي:
أحسني استغلال القُرب
تذكري أن لحظات القُرب هذه ثمينة، لا يمكن أن تحظوا بها بسهولة في الأيام العادية، وقد كنتم تبذلون جهدكم للحصول على الإجازات من أجل قضاء وقت عائلي ممتع مع بعضكم، وهذه فرصة سانحة أتت إليكم على طبق من ذهب، فأحسنوا استغلال القرب، أغدقوا على بعضكم بكلمات الحب، هذا وقت التلامس العفوي الذي يقرّب بينكم ويطلق الهرمونات التي تخفف من ضغوطكم إثر هذا التلامس، ويرفع من سعادتكم، انهلوا من القرب واسعدوا بالأنس وأجلوا ما سوى ذلك.
هذا وقت الصباحات اللذيذة وتنفيذ وصفات الإفطار الشهي الذي طالما أجلتِ تجربته في أيام العمل! هذا وقت ارتداء أرق وأجمل ما لديكِ من فساتينكِ النهارية، ومجوهراتك المميزة، وتجربة الجديد من أنماط المكياج التي لم تجربيها من قبل. فضيفكِ الأحب إلى قلبكِ بين يديكِ، وسعيدٌ برؤيتك أمام ناظريه على مدار اليوم.
نفّسي عن قلقك بشكلٍ واعٍ
كأي تغيير جذري من أي نوع، يُحدث التغيير ربكةً لدى الأشخاص ويحاول كل منهم التأقلم مع الوضع الجديد والاستفادة من مميزاته الفريدة بأقصى قدرٍ ممكن، وتجنب الوقوع في ضغوطات جديدة قد تؤدي للفشل في التعامل مع المواقف.
وفي هذه الفترة تحديدًا حيث الجميع يشعر بالتأزم والقلق على صحته، وعلى مؤونته، وعلى أحبابه من الفقد، وتستمر سلسلة المخاوف لتشمل وضعه المادي واحتمالية تأثر مستوى الرفاهية الذي اعتاد عليها. قد تجدين نفسكِ أنتِ أو زوجكِ تقومان بتنفيس هذا الضغط من خلال بعضكما، وهذا ما حدث في كثيرٍ من الأُسر في الصين وحول العالم، حيث ارتفعت معدلات الطلاق بشكلٍ مثير للذعر!
وتستطيعين تجنب ذلك بالتنفيس الواعي عن القلق، والقرب من نفسك وملاحظة مشاعرك بجميع أنواعها والاعتراف بها، ثم محاولة التخفيف بممارسة الهوايات، أو اتخاذ إجراءات عملية لحماية نفسك وعائلتك بدلاً من الاستسلام للقلق والضغوطات، ومن ثم زيادة الاحتكاك بمحيطك وأفراد عائلتك الصغيرة، الذي ينتهي بخلافاتٍ لا معنى لها كالخلاف على ارتفاع صوت التلفاز، أو ترك الباب مفتوحًا، أو تغيير مكان الأدوات الشخصية لأيٍ منكما.. والتي تتفاقم بغير وعي وتُحدث فجوة في العلاقة وهذا آخر ما تتمنون حدوثه خصوصًا في مثل هذا الظرف.
شجّعي شريككِ على خلق روتين سعيد
لم يُخلق الرجال للبقاء في البيوت طويلاً، فطرة الرجل تدفعه للبقاء خارج المنزل والسعي في مناكب الأرض، فوجوده الطارئ هذا والذي بالنسبةِ إليكِ يعتبر وقتًا هادئًا ومريحًا هو بالنسبة إليه قد يبدو كابوسًا غريبًا لا يعلم متى يستيقظ منه، فمهما كان زوجكِ سعيدًا بقربِه منكِ ومن صغاره، ومن تخففه من عناء العمل الجسدي والذهني، فهو يضيق ذرعًا لبقائه في عرينه مجبرًا لا بطل! شجعيه على خلق روتين سعيد ولو كان ذلك متاح بشكل جزئي فادفعيه للذهاب لممارسة رياضة المشي أو الدراجة في الأوقات المسموحة، أو ممارسة التمارين الرياضية في فناء المنزل بدلاً من إهمالها أو أدائها داخل المنزل، أو حتى ارتشاف قهوته في شرفة المنزل ومحادثة أصدقائه من مختلف البلدان والتحدث إليهم ومشاركة بعضهم البعض ما يحدث معهم في هذه الفترة الاستثنائية.
امنحيه حقّه في العزلة
قد يملأ قلبيكما السعادة لوجودكما سويًا وتشارككم أجمل الأوقات في منزلكم الذي يحتضن الصغير والكبير، وتمضون الساعات في التعارف أكثر والإبحار في عقول وقلوب بعضكم، وتبادل الحكايا والذكريات والطرائف، ثم وبطبيعة الرجل الذي يُبادل باستمرار بين حاجته إلى الاستقلال والعزلة وحاجته الموازية لها للحب ووجود شريك يبادله الحب، فيشعر الرجل برغبته في البقاءِ وحيدًا، حينها لا تفسّري الأمر بشكلٍ شخصي بأنه قد ملّ منكِ أو من بيته والأبناء ولا يستمتع بوقته معكم، هي حاجة طبيعية وحقّ مفهوم امنحيه إياه دون وقتٍ محدد، وحالما يشعر أنه اكتفى سيعود بكل شوق لوقتٍ نوعيّ معكِ.