العلاقات
قلق الشريك في العلاقة الزوجية: نصائح للتعامل معه؟
في بعض العلاقات الزوجية يكون هناك أفراد يعانون من قلق معين مرتبط بأمور خاصة بهم وبتاريخهم الشخصي قبل العلاقة والارتباط، وهو ما يؤثر على علاقتهم بشركائهم وعلى شكل الحياة ونوعيتها معهم.
لذلك فإن هؤلاء الأفراد يسعون جاهدين من أجل استعادة التوازن المطلوب في حياتهم عند الارتباط، ليتمكنوا من العيش في وئام مع شركائهم بطريقة تشعرهم بأنهم محبوبون بالرغم من كل الصعوبات التي كانوا قد واجهوها في الماضي وتركت آثارها في نفوسهم.
فيكون العثور على آلية وطريقة صحية للتعايش مع شركائهم هو المفتاح أو التحدي الأكبر من أجل إنجاح العلاقة، لكن في المقابل، فإن حب شخص يعاني من القلق المزمن هو نوع آخر من التحديات التي يمكن أن تعترض العلاقة.
فالكثير من الخطط يمكن أن تلغى في اللحظة الأخيرة، والكثير من الأنشطة الاجتماعية يمكن أن تؤجل وتوضع على الرف، كما أن المسؤوليات والمهام قد لا تكون موزعة بين الشريكين بشكل متكافئ، هذه التغيرات جميعها التي قد تثير غضبكم هي نتيجة للقلق المستمر الذي يعاني منه شركاؤكم. فماذا يمكن أن تفعلوا للتعامل مع هذه التحديات الجديدة التي أصبحت الآن جزءاً من حياتكم؟
إليكم بعض النصائح التي يمكنكم البدء بها لمساعدتكم في التغلب على هذه التحديات:
فهم قلق الشريك والتواصل معه
يمكن أن يكون القلق أمراً صعباً للغاية، خاصةً إذا كان الشريك يبدو طبيعياً تماماً في نفس الوقت الذي يعبر فيه عن معاناته والضيق الذي يشعر به. قد يكون من الصعب رؤية ذلك وقد ينتهي بكم الأمر إلى التقليل من تجربة شركائكم.
وقد لا يكون قول أشياء مثل "أنت بخير" أو "اهدئي، ليست بالمشكلة الكبيرة" مفيداً للشريك. لذا، حاولوا أن تعرفوا كل ما تستطيعون عن شركائكم، اطرحوا عليهم الأسئلة لتحصلوا على تصور أفضل عما يمرون به وما هي احتياجاتهم.
احصلوا على المعلومات التي تخص حالتهم وما يقلقهم من خلال قراءة الكتب والبحث عنها، وستلاحظون بعد ذلك كيف سيزداد مستوى تعاطفكم معهم وإحساسكم بما يمرون به.
التشجيع على العلاج
شجعوا شركاءكم للحصول على العلاج، فالقلق، لحسن الحظ، يمكن علاجه ويمكن للأفراد تعلم مهارات للتعامل مع أعراضهم. لكن لا يمكنكم إجبار شركائكم على أخذ العلاج، بدلاً من ذلك، يمكنكم تشجيعهم على ذلك عندما تظهرون لهم أنكم ستكونون إلى جانبهم وأنه يمكنكم مساعدتهم في العثور على المعالج المناسب لهم.
ويمكنكم حتى الانضمام إلى جلسة علاج مشتركة للأزواج للحصول على المهارات والأدوات اللازمة للتواصل بشكل أفضل ومساعدتهم على التعامل مع المواقف المقلقة بالنسبة لهم.
ساعدوهم أيضاً بغرس الأمل لديهم أنهم قادرون على التحسن وتعلم كيفية التعامل بفعالية مع المواقف أو الأمور المزعجة بالنسبة لهم للتخفيف من قلقهم.
التحكم بالغضب والسيطرة عليه
من المهم جداً أن تفهموا أن غضبكم مبرر، إلا أن تغيير طريقة تفكيركم وتقبلكم للأمور والمواقف يتطلب الكثير من الجهد والوقت، يمكنكم البدء بإدراك ما يحصل لأجسامكم وأفكاركم عندما يبدأ الغضب في الظهور عليكم، ما الذي يدور في ذهنكم في تلك اللحظات؟ هل تتمحور أفكاركم حول إلقاء اللوم على الشريك بسبب عيوبه؟
من الطبيعي أن تشعروا بالغضب والاستياء في لحظات معينة، بسبب جميع الأوقات التي احتجتم فيها لشركائكم ولم يتمكنوا من الوقوف إلى جانبكم بسبب قلقهم المستمر والمرهق لكم ولهم. لكن عليكم أن تعبروا عن مشاعركم بطريقة تساعدهم على فهم أنكم تريدونهم إلى جانبكم، وليس بطريقة تهاجم غيابهم غير المتعمد عنكم.
اهتموا بأنفسكم واعترفوا باحتياجاتكم
اهتموا بأنفسكم فهذه ليست أنانية، بل هي أمر بالغ الأهمية ويمكن أن يساعدكم في بناء القدرة على الاستمرار لتكونوا شركاء داعمين ومحبين.
تدربوا على التعاطف من خلال إدراككم أنكم وشركاؤكم تبذلون قصارى جهدكم واعلموا أنه يمكنكم أيضاً تخصيص بعض الوقت لاحتياجاتكم أو اهتماماتكم الخاصة أو قضاء الوقت مع مجموعة من أصدقائكم لإعادة الشحن.
جميعنا عرضة للقلق الذي يأتينا من وظائفنا أو علاقاتنا الاجتماعية والعائلية أو مسؤولياتنا في الحياة. ومع ذلك، فإن تعلم كيفية التعامل مع القلق، خاصة عندما يؤثر على أفراد الأسرة ويكون موجوداً بينهم بشكل مزعج، يمكن أن يساعدنا في الاستجابة له بشكل صحيح، بدلاً من تجاهله، وتلبية احتياجات شركائنا ومساعدتهم ليعرفوا أنهم ليسوا وحدهم في كل ما يمرون به.