صحة الأطفال الرضع
بعض المفاهيم الخاطئة عن المطاعيم
بقلم: سلمى حجاز، صيدلانية
انتشرت في الآونة الأخيرة بين الناس الكثير من المفاهيم الخاطئة حول التطعيم، مما قد أثر في بعض الأحيان على ثقة الأهالي بالفوائد الحقيقية للقاحات للبشرية بشكل عام.
وربما يكون قد نشأ هذا نتيجة للفهم الخاطئ لديهم لكيفية عمل هذه اللقاحات، وأي منها يكون أكثر أهمية من غيره اعتمادًا على الحالة الصحية للطفل.
إليكم أكثر هذه المفاهيم الخاطئة شيوعاً بين الناس:
المطاعيم تسبب التوحد
بدأت القصة عندما نشر الطبيب البريطاني ويكفيلد عام 1998 مقالاً في مجلة علمية ذات سمعة طيبة عن 12 طفلاً بريطانياً، ربط فيها بين إصابتهم بالتوحد وبين اللقاح الثلاثي MMR (الحصبة والنكاف والحصبة الألمانية).
بعد التحقق من الدراسة وجد أن لهذا الطبيب علاقة مباشرة بمحامين هؤلاء الأطفال الذين كانوا يبحثون عن دليل لمقاضاة شركات الأدوية، وأنه لم يحصل على موافقة لجنة أخلاقيات المهنة لكتابة هذه المقالة، حتى قام ويكفيلد بإزالة مقالته ثم هرب إلى الولايات المتحدة الأمريكية.
فهل يسبب مطعوم الحصبة والنكاف والحصبة الألمانية مرض التوحد؟
لا! وفقاً لجميع المصادر العلمية الموثوقة مثل إدارة الغذاء والدواء الأمريكية، تم إجراء العديد من الدراسات على مدار العشرين عاماً الماضية ولم تثبت صحة ادعاءات ويكفيلد.
أما بالنسبة للادعاءات حول احتواء المطعوم الثلاثي على عنصر الزئبق، فقد ثبت أن مطعوم MMR لا يحتوي على الزئبق، وبعض المطاعيم الأخرى القليلة تحتوي على القليل من الزئبق.
وبعد إزالته من المطاعيم التي كانت تحتوي عليه بقيت مستويات التوحد ثابتة
المطعوم الثلاثي (مطعوم ال 18 شهراً) له آثار جانبية خطيرة للغاية
الحقيقة هي أن هذا المطعوم لا يتم إعطاؤه لأول مرة، لكنها المرة الثانية التي يحصل فيها الطفل على نفس المطعوم.
مطعوم السنة ومطعوم السنة والنصف يتكونان كلاهما من الحصبة والحصبة الألمانية والنكاف والدفتيريا والكزاز والسعال الديكي.
الاختلاف الوحيد هو في أحد مكونات مطعوم السنة والنصف وهو مطعوم السعال الديكي، فهو يكون أقوى عن ذلك الموجود في مطعوم السنة والذي قد يسبب القليل من الحمى وبعض الألم في موقع الإبرة.
للتخفيف من الآثار الجانبية لمطعوم السنة والنصف، يمكن إعطاء الطفل خافضاً للحرارة والكثير من السوائل، بخلاف ذلك، يجب على الأم مراجعة طبيب الأطفال.
المطاعيم في وزارة الصحة أفضل من المطاعيم في القطاع الخاص
تأتي المطاعيم من بلد المنشأ عن طريق عطاء تطرحه وزارة الصحة وتقوم باستلامه وتخزينه في مخازن وزارة الصحة، اعتمادا على السحب والطلب في المراكز الصحية تقوم الوزارة بنقلها إلى تلك المراكز مراعية شروط التخزين والنقل حسب البروتوكولات المطلوبة.
أما في عيادات القطاع الخاص يحصل أطباء الأطفال على المطاعيم بشكل دوري وأيضا حسب الطلب من مستودعات الأدوية ووكلائها والتي توفر نفس المطاعيم لوزارة الصحة.
المطاعيم غير الموجودة في البرنامج الوطني للمطاعيم في وزارة الصحة
للبرنامج الوطني الأردني ثلاث ثغرات:
-
مطعوم المكورات الرئوية:
سيتم إدراجه قريباً جداً لبرنامج المطاعيم الوطني لأهميته. يعطى في القطاع الخاص على أربع جرعات، في عمر الشهرين والأربعة أشهر والستة أشهر متبوعة بجرعة معززة في عمر 12-15 شهراً.
-
مطعوم الجدري:
يعطى في عمر 12 شهراً، تتبع الجرعة الأولى الجرعة الثانية بعد ثلاثة أشهر.
-
مطعوم التهاب الكبد (أ):
سيتم إدراجه قريباً جداً لبرنامج المطاعيم الوطني. الجرعة الأولى في عمر ال 12 شهراً تليها الجرعة الثانية بعد 6 شهور.
جميع المطاعيم في القطاع الخاص وفي وزارة الصحة هي متطابقة تماماً من حيث الآثار الجانبية والجودة، والاعتقاد بأن أحدهما أفضل من الآخر مفهوم خاطئ.
يجب أن يترك مطعوم الشهر الأول (مطعوم السل) علامة على ذراع الطفل
5-10 ٪ من الأطفال قد لا يحصلون على علامة على ذراعهم عند أخذهم مطعوم السل، لكنهم يحصلون على المناعة من مرض السل تماماً كالاطفال الذين حصلوا على تلك العلامة.
ولكن تجدر الإشارة هنا أن هناك علاقة بين الربو والأمراض التنفسية ومطعوم السل، فالأطفال الذين لا يحصلون على علامة من المطعوم على كتفهم قد يصابون بالربو أو بعض الامراض التنفسية الاخرى عند نموهم بشكل أكبر من الأطفال الذين حصلوا على العلامة.
إذا عانى الطفل من ارتفاع في درجة حرارته فهذا يعني أنه استجاب بشكل أفضل للقاح ولديه مناعة أفضل.
تختلف الاستجابة للمطاعيم من طفل لآخر، ولا يوجد دليل علمي لهذا الادعاء.
من الأفضل أن يصاب الطفل بالجدري كمرض في طفولته
هناك معتقدات قديمة تشجع على فكرة إصابة الطفل بالجدري. لكنها غير صحيحة!
من الأفضل أن يأخذ الطفل مطعوم الجدري في عمر 12 شهراً متبوعاً بجرعة أخرى في عمر 15 شهراً. ومن الأفضل ألا يصاب الطفل به في عمر 6-12 شهراً لأنه قد تكون له مضاعفات خطيرة على صحة الطفل.
وقد يعاني الأشخاص في العشرينات من العمر فما فوق أيضاً من بعض المضاعفات الخطيرة إذا أصيبوا بالجدري بعد هذا العمر مما قد يؤدي إلى التهابات خطيرة في الصدر، التهاب السحايا والتهابات الجلد والتهابات الكبد وربما الموت.
لذلك ينصح بشدة أخذ المطعوم لجميع الفئات العمرية.
مطعوم الجدري غير متوفر في برنامج التطعيم الوطني في الأردن ويتم أخذه في العيادات الخاصة.
***
متى نتجنب المطاعيم ولماذا؟
يمكن تجنب إعطاء المطاعيم في واحدة من الحالات التالية:
-
الأطفال الذين يعانون من الحساسية الشديدة تجاه أي من مكونات المطعوم.
-
الأطفال الذين يعانون من ضعف جهاز المناعة (بناء على نصيحة طبيب الأطفال).
-
الأطفال المرضى الذين تتراوح حالتهم الصحية بين المعتدلة إلى الشديدة أو لديهم حمى 38.5 درجة مئوية أو أكثر.
-
الأطفال مرضى السرطان والذين يتناولون الكورتيزون، والأطفال الذين يعانون من نقص المناعة عليهم ألا يأخذوا المطاعيم الحية (الحصبة والحصبة الألمانية والنكاف والجدري) إلا بإشراف من طبيب الأطفال.
أما الحمى الخفيفة والإسهال الضعيف لا يشكلان مانعاً أمام إعطاء المطعوم.
والأطفال الذين يعانون من الربو وأمراض الكلى وانخفاض المناعة من اهم الفئات التي تحتاج التطعيم.