إن الأطفال في جميع الفئات العمرية معرضون للإصابات، وإصابات الرأس هي أكثر ما يقلق الأهالي، ولهم الحق في شعورهم هذا. لذا من الضروري أن يتأكد الأهل بأن بيئة المنزل آمنة للأطفال في جميع الأعمار، ومن المهم أيضاً مراقبة الأطفال الصغار وخصوصاً الرضع منهم، وعدم تركهم بدون مراقبة حتى ولو كان الأمر لعدة ثوانٍ فقط، فقد يقع الأطفال عن السرير أو طاولة تغيير الحفاض في عدة ثوانٍ، وقد يسبب هذا ضرراً لا يمكن علاجه.  

تتراوح شدة إصابات الرأس من الخفيفة إلى الشديدة، وتتراوح الأعراض من الشعور ببعض عدم الارتياح إلى الغياب عن الوعي. ولكن من المهم التأكد من فحص طفلك بعد التعرض لإصابة في الرأس من قبل طبيب الأطفال أو في أقرب طوارئ مستشفى، وبغض النظر عن شدة الإصابة، فحتى الإصابات الخفيفة قد تشكل خطورة على الطفل.  

إن أخطر إصابة للرأس هي تلك التي تحدث للأطفال الرضع الذين يقعون من ارتفاعات عالية، أو تلك التي تحدث بسبب اصطدام شديد، وخصوصاً عند عدم وجود سجادة تمتص الصدمة.  

لماذا من المهم فحص إصابات الرأس؟  

كطبيب أطفال، أقوم أولاً بالبحث عن وجود جروح وكسور محتملة، وأي علامات على وجود نزيف من الأنف أو الأذن. أقوم بعدها بعمل فحص عصبي كامل، وذلك عن طريق فحص ردود الفعل العصبية، وقوة العضلات، والتنسيق فيما بينها. بالإضافة إلى ذلك، أقوم بفحص العينين لأتأكد من تساوي البؤبؤين وقدرتهم على الاستجابة للضوء. كما أقوم بفحص وجود إصابة في الرقبة.   بالنسبة للأطفال الذين تقل أعمارهم عن ١٨ شهر، سيقوم طبيب الأطفال بفحص وجود أي انتفاخ  أو نتوء غير طبيعي في المنطقة الطرية في أعلى الرأس. كلما كان الطفل أصغر، كلما كانت الإصابة أخطر. في بعض الأحيان، أقوم بطلب أشعة للجمجمة أو حتى صورة طبقية للدماغ.  

ما هي الأعراض التي ينبغي على الأهل الانتباه إليها؟  

حتى في حال عدم وجود أية أعراض، يجب أن يتم فحص الطفل من قبل طبيب الأطفال أولاً. بعد الفحص الأولي، أوصي الأهالي بمراقبة الطفل وملاحظة حدوث أي من الأعراض التالية، والتأكد من إخبار الطبيب مباشرة  في حال حدوثها.

إليك الأعراض التي من الممكن أن تظهر بعد الإصابة مباشرة أو في غضون عدة ساعات بعدها:  

• الغياب عن الوعي

• التقيؤ المتكرر

• الشكوى من آلام في الرأس

• الشعور بالكسل والفتور

• الانزعاج

• نزول الدم من الأنف والأذن

ماذا عليك أن تفعلي في حال ظهور انتفاخ في منطقة تم فحصها من قبل طبيب الأطفال أو في الطوارئ؟  

إن أفضل أمر تقومين به لمعالجة انتفاخ في الأنسجة هو وضع كمادات باردة عليها، شرط عدم وجود إصابة خارجية. إن استعمال كمادات الثلج مباشرة قد يكون قاسياً على بشرة الطفل وقد يكون مؤلماً أيضاً، لذا فإن الحل الأفضل هو استعمال قفاز مطاطي يحتوي على الماء البارد والثلج الذي تم تكسيره إلى قطع صغيرة.