قصص أمهات
اخترت الامتنان لعدم المساواة بين الجنسين!
قبل بضع سنوات من الآن، كنت قد كتبت هذه السطور ولم أنشرها -وعلمت حينها أنني سأعيد قراءتها في المستقبل وأبتسم - وهذا ما حدث اليوم.
هذه المدونة تعني لي الكثير كأم عاملة... فقد كنت أمر بوقت صعب حينها، وبدأت الأفكار تراودني من عاطفة صادقة ورغبة قوية في التغلب على كافة التحديات التي كنت أواجهها، ولهذا السبب أشاركها معكن اليوم على أمل أن تساعدكن كما ساعدتني وترفع من معنوياتكن إن كانت ظروفكن صعبة.
اليوم أرفض أن أعتبر نفسي ضحيَّة عدم المساواة بين الجنسين أو ضحية الضغوطات الاجتماعية المتعلقة بكوني امرأة عاملة. أرفض أن أحزن على نفسي... أرفض أن أتذمر...
صدق أو لا تصدق، أختار أن أتسلح بالامتنان لهذه المظاهر المؤسفة!
بالطبع أتوق إلى المساواة، وبالتأكيد أكره ذلك الشعور الذي ينتابني نتيجة ما أواجه من انتقادات وتعليقات كأم عاملة، لكني لن أدع هذا يقف في طريق عافيتي وعافية عائلتي، ولا في طريق تطوري وتحقيق طموحاتي.
ففي كل مرة يتعين عليَّ التوفيق فيها بين العديد من المسؤوليات ويكون علي أيضاً أن "أبدو" بأفضل مظهر لأنني امرأة، أختار أن أعتبرها فرصة للتدرب على مهاراتي الإدارية ومرونتي في تنفيذها.
وفي كل مرة أسمع أشخاصاً آخرين - بمن فيهم النساء - يحاضرونني عن تصوِّرهم لدوري كامرأة أو كأم، أختار اعتبارها فرصة للتدرب على الاستماع للآخرين والتعاطف معهم رغم المشاعر التي تغلي في داخلي.
وفي كل مرة أحصل فيها على معاملة خاصة لمجرد كوني امرأة، بغض النظر عن جدارتي أو حاجتي، أختار اعتبارها فرصة لممارسة مهارة "التطنيش".
ففي كل مرة أتقدم فيها وظيفياً ولا أحتفل به أو أتحدث عنه كثيراً أمام الناس لأنه قد يبدو "تهديداً لدوري كأم".. أختار أن أعتبر ذلك فرصة بالنسبة لي لأمارس التواضع!
لا تسيئوا فهمي، فأنا أتوق للمساواة بين الجنسين. لكن حتى تصبح حقيقة، أختار أن أتمرَّد من خلال تحويل العقبات إلى قوة داخلية.
أنا ممتنة لأن مظاهر عدم المساواة موجودة في حياتي بشكل بسيط. ويؤلمني أن أفكر أنه بالنسبة للكثيرات، أن هذه المظاهر تكون أصعب بكثير ومهددة لحياتهن في بعض الأحيان. قدرة التأقلم في هذه الحالة غير مجدية ولا مجال إلا لطلب المساعدة وقلب الأمور رأسا على عقب.