بقلم: ميرا جرار – سفيرة ثورة جيمي أوليفر الغذائية في الأردن. وصاحبة مشروع Mira’s young chefs

أن يؤثر الطعام على صحتنا سلبا أو إيجابا فهذا شيء معقول ونؤمن به بل ونسعى دائما لأكل ما هو مفيد. ولكن أن يؤثر الطعام على سعادتي وحظي هذا ما لم أسمعه إلا مؤخرا من بعض السيدات! ضحكت كثيراً وحسبته نوعا من المزاح ولكن يبدو أنه كان قناعة مترسخة إذ لا يجوز أن تأكل المقلوبة في رأس السنة فتقلب السنة على رأسك (أي تكون سنة سوداء)  ولكن يجب أن تأكل ما هو أبيض (طبيخ اللبن) لتكون سنة بيضاء، أو أخضر لتكون سنة خضراء.

بالرغم من إيمان البعض بهذا الأمر إلا أنهم يقومون بالتحايل عليها. تفاجأت مرة أن إحدى هؤلاء السيدات الطيبات تطهو على رأس السنة مقلوبة، تعجبت كثيراً وضحكت من قلبي! سألتها كيف مقلوبة على رأس السنة؟؟!! قالت مبررة ذلك بأن سنتها كانت سيئة فأرادت أن تقلبها بطنجرة المقلوبة فيقلب السيء إلى حسن. كم نحن أناس متفائلون!

أشارككم اليوم وصفتي الخاصة بمقلوبة الجزر بالدجاج (وهي المفضلة لدى أولادي) التي تعلمتها من والدتي رحمها الله وعدلت فيها ببعض الاضافات التي تعلمتها من حماتي حفظها الله. بهذا أكون أعلن ثورة أخرى في عالم المقلوبة فالمقلوبة أكلة فلسطينية أصلها طهو لحم الخاروف مع الباذنجان المقلي والأرز. كثير من كبار السن الفلسطينيين يرفضون فكرة مقلوبة الدجاج ويعتبرونها درجة ثالثة وغير قابلة للأكل. سموها إن شئتم جزرية أو مقلوبة جزرأو أرز بالجزر والدجاج، هذا الطبق العظيم ارتبط في عائلتي الصغيرة بموسم تلقيط الزيتون أيضا، فقد أحببت أن أخلق تقاليد عائلية كما كان يفعل جدي وأمي من بعده (كفطور العيد وغدائه) فبعد التعب من  تلقيط الزيتون مع العائلة والأصحاب فإنهم يحتاجون أكلة (بتعبي الراس) ومشبعة كأكلتنا الشهية.