التدخل والعلاج

التدخل والتأهيل اللغوي للأطفال من ذوي طيف التوحد

التدخل والتأهيل اللغوي للأطفال من ذوي طيف التوحد
النشر : ديسمبر 08 , 2020
آخر تحديث : يونيو 21 , 2022
تخرج من جامعة العلوم والتكنولوجيا الأردنية عام 2008، عمل على مدار 12 عاماً مع مختلف الاضطرابات النمائية واللغوية كالتوحد والتأهيل السمعي واللفظي... المزيد

ماما حبيبي ماذا تريد؟ هيا اخبرني لم تصرخ؟  لماذا تمسك يدي إلى أين تأخذني؟.. حبيبي أخبرني ماذا حصل في الروضة؟ ما اسم صديقك؟.. 

ما لون السماء ؟ لا تكرر سؤالي فقط أريد منك أن تجيبني.. ما لون السماء؟

هؤلاء هم الأطفال بل الأبطال الذين يتحدون ما يسمى اضطراب طيف التوحد، وتلك هي اضطراباتهم اللغوية .

التواصل والتفاعل الاجتماعي واضطراب طيف التوحد

يعرف اضطراب طيف التوحد على أنه اضطراب نمائي عصبي غير محدد الأسباب يؤثر بشكل كبير على التواصل والتفاعل الاجتماعي والسلوك لدى الأطفال، وتظهر أعراضه منذ لحظة الولادة، وتستمر بالظهور خلال مرحلة الطفولة المبكرة (عمر ال 8 سنوات)I.

ومن هنا فإن التواصل سواء كان لفظي أو غير لفظي والتفاعل الاجتماعي يعد ركيزة مهمة لتشخيص هذا الاضطراب.

السلوك اللفظي للطفل

يبدأ السلوك اللفظي لدى الطفل بالتشكل خلال السنة الأولى من عمره، فتلاحظ الأم نطق طفلها وكلامه في هذا العمر وإن تأخر تبدأ هنا الشكوك والمخاوف. 

بعض الأطفال يبدؤون بالنطق ويتوقفون عند مستوى معين وتبدأ مهاراتهم اللغوية بالإنخفاض ،وكلماتهم بالتلاشي وذلك بسبب قلة استخدامها في التواصل والتفاعل الاجتماعي.

الخصائص اللغوية لدى اضطراب طيف التوحد:

  1. التأخر اللغوي:

  • قصور ومحدودية في مهارات ما قبل اللغة، والمتضمنة مهارات الانتباه وتبادل الأدوار والتقليد بنوعيه الحركي واللفظي ومهارات اللعب.
  • قصور في مهارات الفهم الاستماعي، من حيث إدراك الطفل لما يسمعه والاستجابه له.
  • قصور في مهارات التواصل اللفظي والغير لفظي واستخدام اللغة في التفاعل الاجتماعي.
  1. المصاداة (الإيكوليليا):

وتظهر على شكل ترديد الطفل لما يسمعه من الآخرين بشكل غير وظيفي وتقسم إلى نوعين:

  • المصاداة الفورية:
    وهي أن يكرر ما يقال له بشكل فوري  مثل : هل تريد اللعب بالكرة؟ ليقوم الطفل بإعادة السؤال بدلاً من الإجابة عليه.
  • المصاداة المؤجلة:
    وهي أن يكرر الطفل عبارات أو كلمات أو أناشيد أو أصوات بطريقة نمطية سمعها منذ فترة زمنية، وقد تكون مصاداة مؤجلة تفاعلية، وهي أن يكرر عبارات مناسبة لموقف معين كأن يقول "لا تقفز لاتقفز بقوة" عندما يلعب بالنطاطة لأن أمه كانت تقول له ذلك عندما كان يلعب بالنطاطة.
  1. مشكلات المبادرة بالكلام واستخدام اللغة:

رغم أن بعض أطفال طيف التوحد يستطيعون الكلام إلا أنهم يواجهون الصعوبات التالية:

  • بدء الحوار.
  • لا يستطيعون المحافظة على سياق الحوار.
  • عدم القدرة على السيطرة على تسلسل وانتقاء الأفكار.

من أين نبدأ رحلتنا في عملية التأهيل اللغوي؟

إن أساس التدريب مهم جداً فعندما نذكر الأساس يكون محور حديثنا عن 

  • مهارات ما قبل اللغة

    فمن المهم تعزيزها عبر الأنشطة والألعاب وتدريب الطفل على كل جانب منها، ومن ثم استخدامها كجسر عبور نحو المهارات اللغوية بشقيها الاستقبالي والتعبيري.
  • تعزيز مهارات الانتباه البصري والسمعي

     بتمارين وأنشطة ترتكز على التواصل والتتابع البصري وتنمية مهارات التحليل السمعي وتهيئة بيئة تدريبية مناسبة ومريحة بصرياً وسمعياً، كأن يكون لون الغرفة باللون الأزرق، أو عن طريق بوضع خلفية موسيقية هادئة تسهم في تخفيف التشتت البصري وتنمي التحليل السمعي لدى طفلك.
  • تدريب الطفل على مهارات التقليد اللفظي

    فهي تنمي من قدرته على تسمية الأشياء وكذلك التدريب على التقليد الحركي، فهو ينمي مهارة اتباع الأوامر، فبدلاً من أن  تطلبي منه أن يصفق وهو بالأصل لا يعرف ما تعنيه هذه الكلمة، عليك أن تعطيه نموذجاً بأن تصفقي أمامه قبل أن تطلبي منه ذلك.

الألعاب ودورها في استخدام اللغة

كثيراً ما تشكو الأمهات بأن أطفالهن لا يستجيبون لهن ويرفضون التدريب أو الكلام، وإن أفضل طريقة للدخول إلى شخصية الطفل هي بمشاركته اهتماماته بالألعاب والأنشطة المحببة إليه.

ساعديه وأريه كيف أن بإمكانه اللعب، فواحدة من المشكلات التي تواجه طفلك وغيره من الأطفال من ذوي طيف التوحد هي عدم مقدرتهم على اللعب بطريقة صحيحة، فيتجهون إلى تخريب الألعاب، لذلك كوني أنت المعلم والنموذج الصحيح.

كما أن تبادل الأدوار وانتظار الدور أثناء اللعب يعزز مفهوم الحوار لدى الطفل.

المصاداة وطرق علاجها

لعلاج المصاداة بنوعيها نحتاج إلى خطة تدريبية علاجية لتطوير لغة الطفل مثل:

  1. برنامج التكامل السمعي  مثل طريقة توماتس.

  2. تدريبات اتباع الأوامر البسيطة من خطوة ثم خطوتين فأكثر.

  3. تدريبات الأسئلة المتنوعة:

  • أسئلة نعم ولا.

  • الأسئلة التي تتطلب الاختيار بين شيئين أو أكثر، وهكذا بحسب قدرة الطفل.

  • أسئلة تتطلب إجابات قصيرة أو طويلة مثل: ماذا؟ لماذا؟ كيف؟ كم؟...

نبهي الطفل دائماً لعدم ترديد الكلام وذكريه بالإجابة الصحيحة والمناسبة للسؤال.

وعليك أن تراعي أن يكون هناك فاصل زمني بين السؤال والجواب، وأيضاً أن يكون السؤال بنبرة صوت مختلفة عن الإجابة.

 وأخيراً لابد لنا من الفخر بأبنائنا والتحلي بالصبر ودعمهم بكل الجوانب النفسية والاجتماعية والمعرفية، ودائماً لكسب الوقت وتوفير الجهد لتطوير طفلك، استشيري أخصائي النطق واللغة.


الدليل التشخيصي الإحصائي للاضطرابات النفسية  النسخة الخامسة(DSM-5) 

مواضيع قد تهمك

الأكثر شعبية