قصص أمهات

عبير من السعودية: أنا أم لأربعة أطفال وناجية من السرطان

عبير من السعودية: أنا أم لأربعة أطفال وناجية من السرطان
النشر : فبراير 15 , 2021
آخر تحديث : فبراير 08 , 2023
محبه للحياة، مهتمة بالعلوم الإنسانية وعلم النفس والأزياء والتصميم. كاتبة مقالات حُرَّه في صحيفة صدى السعودية، درست إدارة الأعمال وعلوم الحاسب، عملت في... المزيد

 عبير العمودي هي أم لأربعة أبناء وبنات تم تشخيصها بسرطان  الثدي وهي في عمر الثامنة والثلاثون بعد مرورها بتجربة إجهاض.

واجهت عبير المرض بقوة وتفاؤل بمساندة أسرتها وأصدقائها، لم تدع للمرض مجال بأن يسيطر على حياتها ويقتل طموحها فأكملت تعليمها الجامعي أثناء خضوعها للعلاج الكيماوي، وكانت ملهمة للجميع من حولها بقوتها وشجاعتها وابتسامتها التي لا تفارق ملامحها، والآن تحظى عبير بصحتها وعافيتها - ولله الحمد - بعد أن تغلبت على المرض.  تروي لنا عبير تفاصيل تجربتها في هذه المقابلة لتكون مصدراً للقوة والإلهام لكل مريض.

 

كم كان عمرك عندما تم تشخيصك بالمرض وكيف تقبلتِ الخبر؟

كنت في عمر الثامنة والثلاثون، وجاء الأمر بعد مروري بتجربة إجهاض. شعرت بوجود كيس في صدري الأيسر وقررت الذهاب إلى طبيبة النسائية والتوليد وبعد الفحص المبدئي تم عمل فحص ماموغرام ومن ثم تم أخذ خزعة حيث تبين وجود ورم سرطاني في الثدي.

كانت صدمة أثرها جداً قوي على نفسي شعرت بالاختناق وكأن العالم كله أصبح مظلماً وبدأت أفكار الموت تتسلل إلى عقلي فبدأت أفكر بأولادي ومصيرهم من بعدي لا قدر الله.

 

كيف تقبلتِ المرض بعد ذلك؟

عدت للمنزل واختليت بنفسي وألهمني الله الهدوء والسكينة وتيقنت في داخلي بأن هذا ابتلاء من رب العالمين وإنّ الله إذا أحبّ عبداً ابتلاه، والعلاج متوفر ولله الحمد والطب تطور، ولابد بأن أكون قوية من أجل أبنائي، وبعد التوكل على الله ألهمني القوة والصبر وتماسكت بعدها لأبدأ رحلة علاجي.

 

كيف نقلتِ الخبر إلى أسرتك وكيف تقبلوه؟

قمت بجمع أولادي وأخبرتهم وكانت فاجعة بالنسبة لهم أثّرَت فيهم كثيراً خافوا بأن يفقدوني. خبر المرض أثر على أحد أبنائي نفسياً ودراسياً وكنت في قلق دائم عليهم لذلك كان لابد مني أن أبقى قوية لأجلهم لكي يستمدوا القوة مني.

 

كيف بدأت رحلة علاجك؟

كانت مرحلة جداً صعبة ولن يشعر بمعاناتها إِلاّ من مر بها. كانت مدة العلاج سنة ونصف من العلاج الكيماوي والإشعاعي تخللها عملية استئصال الثدي. بعد الجلسات بدأ شعر رأسي بالتساقط ثم تلته الرموش والحواجب والأظافر.

لم تعد لي شهية للأكل مررت بفترة نفسية جداً عصيبة، ولكن كنت أردد دوماً بداخلي أني سوف أتعافى وأتجاوز هذه المحنة بتوكلي على الله والعمل بالأسباب.

بعد انتهائي من الخضوع لجلسات الكيماوي قرر الطبيب استئصال الثدي وكانت صدمة جداً كبيرة لي لم أستطع التعبير لحظتها عن مشاعري لشدة صدمتي والتزمت الصمت، فكرت بعدها بهدوء أن استأصل الثدي الآن أفضل من أن ينتشر المرض في جسدي لا قدر الله وأدخل في دوامة أنا في غنى عنها، بعدها استخرت الله وقررت الخضوع للعملية.

أخبرينا عن فترة ما بعد الخضوع لعملية استئصال الثدي؟

من أسوأ ما مررت به في هذا المرض، كان شعور جداً سيْ عندما كنت أنظر لنفسي بالمرآة وأنهار من منظري، ولكن الله يجعل لنا من كل ضيق مخرجاً أخبرني طبيبي عن عملية تجميل للثدي وأنها سوف تكون على نفقة الدولة.

سعدت كثيراً بهذا الخبر وقمت بعمل العملية ونجحت ولله الحمد وتحسنت نفسيتي بعدها كثيراً.

 

من الذي كان له دور إيجابي في الوقوف بجانبك في فترة العلاج؟

أولادي وزوجي كان لهم دور كبير في مساندتي على تجاوز تلك المحنة وكذلك أهلي وبعض الأصدقاء المقربين.

 

كيف حفزك هذا المرض وماذا تعلمتِ منه؟

حفزني بأنني قررت إكمال دراستي الجامعية عن بعد وأنا في فترة العلاج ولله الحمد أكملت درجة البكالوريوس في إدارة الأعمال.

غيرتني هذه التجربة كثيراً، وتعلمت منها الكثير. عرفت معادن الناس ممن حولي وزادت ثقتي بنفسي كثيراً

أصبحت صبورة أكثر وتعلمت أَلاّ اعطي الدنيا أكبر من حجمها وأن أعيش اللحظة ولا اشغل نفسي كثيراً بالتفكير وأن اترك التدابير للخالق.

تعلمت بأن العائلة هي أجمل شي بالحياة وأن العائلة هي السند بعد الله.

 

هل هناك رسالة تريدين توجيهها؟

أولاً أحمد الله حمداً كثيراً أن منّ عليَّ بالشفاء ورد عليّ عافيتي وصحتي وأصبحت أمارس حياتي الطبيعية مجدداً.

وأنصح وبشدة بالفحص المبكر والاهتمام بالصحة والغذاء والرياضة لأنهم غذاء الروح.

وادعوا الله بأن يشفي كل من ابتلي بالمرض في كل مكان.

مواضيع قد تهمك

الأكثر شعبية