قصص أمهات

عهد واحد قطعته على نفسي أنقذني من سرطان الثدي

عهد واحد قطعته على نفسي أنقذني من سرطان الثدي
النشر : أكتوبر 07 , 2021
آخر تحديث : أكتوبر 07 , 2021
الدليل الشامل للأمهات في العالم العربي المزيد

 

قصة إنصاف، أم لابنتين

 

بدأت قصتي مع سرطان الثدي عند وفاة شقيقتي الكبرى بسببه وعشنا معها معركتها معه، لم أفكر يوماً أن عهداً قطعته حينها مع نفسي وعائلتي قد يغير حياتي للأبد. كان الوعد أن نقوم أنا وأمي وأخواتي بإجراء الفحوصات الدورية لسرطان الثدي والالتزام بها كل عام، إلا أنني في أواخر عام 2014 كان واجهت مصيري بفحص إيجابي.

 لا يمكنني أن أنسى ذاك اليوم أبداً حين جلست وحيدة على مقعدي في صالة الانتظار الخاصة بالمركز الصحي انتظر نتيجة تحليل العينَة! تأخر الطبيب باستدعائي وغشتني رياح الخوف والقلق.. حتى خرج الطبيب ليقول لي "كنت حابب أطمنك يا إنصاف بس للأسف النتيجة ليست جيدة، وجدنا خلايا سرطانيه بالكتلة".

 في تلك اللحظة سمعت دقات قلبي بأذني خارج جسدي من هول الصدمة، وشاح وجهي بالظلام حتى طلبت من الطبيب معاودة أخذ عينه أخرى وفحصها من جديد لعلَّ وعسى أن تتغير النتيجة، رفض طلبي أولها، ولكن  وبعد إصرارٍ مني رضخ الطبيب لطلبي كي يريحني نفسياً وتم أخذ عينَة جديدة.

مضت خمسة أيام أخرى من الانتظار كان قلبي فيها هشّاً لا يقوى على استشعار الخوف المسيطر عليَ فأنا أمام نقطة فاصلة تحدد مصير حياتي.. وكنت أتساءل هل يا ترى سيكون مصيري مثل أختي ويتغلب عليّ المرض؟ وللأسف أكد لي الطبيب ذات النتيجة "سرطان ثدي"!

في تلك الفترة كنت أعيش بمنزل والدتي نظراً لأني كنت أمر في مرحلة الانفصال عن زوجي، الذي تم المضي به بعد تشخيصي بالسرطان الذي  قدم له  على طبق من ذهب ليعلن عن عدم رغبته بالاستمرار في علاقتنا الزوجية وتركي لوحدي لتربية ورعاية ابنتاي  ميس وريم.

الأمر المطمئن كان أنه وبسبب الكشف المبكر لم يكن هناك انتشار للسرطان في جسدي وهو ما هوَّن عليَ الأمر. فخضعت لنصف بروتوكول العلاج بعملية استئصال للثدي المصاب وأربع جلسات كيماوي.

ومن هنا بدأت رحلتي في محاربة ومقاومة المرض، الأمر لم يكن سهلاً على الإطلاق. قرأت عن العلاج الكيماوي قبل البدء به وآثاره الجانبية، لكن ما تقرأه ليس كما تعيشه، ومع أول جلسة علاج كيماوي بدأت الأعراض تتوالى، قيء وغثيان، ارتفاع في درجات الحرارة وأوجاع جسمانية أخرى.

 وعند وصولي إلى موعد أخذ الجرعة الثالثة رفعت راية الاستسلام أمام التعب والألم وأحكم اليأس قبضته عليَ ولم أستطع مواصلة علاجي لولا تدخل نسمات وكلمات والدتي لتدفع بي إلى مواصلة باقي الجلسات، قامت بتذكيري بأهم أسباب استمراري في هذه الحياة وهنَ ابنتيّ.. فهنَ يستحقنّ هذا، وبالفعل استكملت مشوار مقاومتي وعلاجي حتى انتهى بالشفاء والانتصار ولله الحمد.

 لم تنته قصتي بعد.. فقد كان لبداية العام الماضي2020 واقع صدمة أخرى لمعرفتي بإصابتي للمرة الثانية بسرطان الثدي في الجهة الأخرى.. وكما حدث في المرة الأولى ولله الحمد كان الاكتشاف مبكراً وذلك لأني كنت أجري الفحوصات الطبية الدورية وملتزمة بمواعيد هذه الفحوصات كل 6 أشهر ومررت بنفس بروتوكول العلاج من استئصال للثدي وعوضاً عن العلاج الكيماوي توجهت إلى العلاج الهرموني.

لكن الفارق بين التجربتين هو أنني في العام 2014 كنت ربة منزل عادية جداً وبعد شفائي تطوعت بمؤسسة العون والأمل لرعاية مرضى السرطان فهي كانت ولازالت بمثابة حاضنه وداعمة لي ولكل سيدة مصابة أو ناجية من السرطان ..وحتى  هذه اللحظة مازلت استمع إلى قصص الناجيات وأحببت التجربة وكنت أرغب في إفادة أي سيدة تمُر بتجربة مماثلة، وهكذا انتقلت إلى الحياة العملية ..وأتمنى أن اكون قدوة أو نموذج تحتذي به السيدات اللاتي مررن بتجربة المرض وقد تغلب عليهن اليأس والاستسلام فأقول لهنَ كونوا مع أنفسكنَ ولأجلها حلقن كفراشةٍ تحلَق لترى شمس انتصارها تشرق في حياتها من جديد.

 

 

تم نشر المقال بالتعاون مع صفحة ( قصتي مع السرطان)

https://www.facebook.com/mystorywithcancer/posts/1801213620028300/

 

مواضيع قد تهمك

الأكثر شعبية