العناية بالذات

التأمل.. طريقك للتخلص من الضغوط والإجهاد النفسي

التأمل.. طريقك للتخلص من الضغوط والإجهاد النفسي
النشر : مارس 27 , 2022
آخر تحديث : مارس 27 , 2022
أخصائية نفسية وكاتبة تربوية، عملت أخصائية نفسية في مجلس أبوظبي للتعليم بالإمارات لمدة  10 سنوات  وعملت أخصائية نفسية في مراكز عدة مختلفة... المزيد

 

لا شك بأن جميعنا نمر بضغوطات يومية، ولا تكاد تخلو حياة أحد من بعض الإجهاد والتوتر الذي قد يعكر صفو حياتنا ويؤثر على سلامة النفس والروح، أغلبنا يحاول جاهداً تجاهل هذه الضغوطات والمضي في اليوم ولكن هذا الأسلوب قد يؤدي إلى تراكمات تؤثر سلباً على الصحة النفسية العامة، ومن أفضل الطرق للتعامل مع هذه الضغوطات والإجهاد والتخفيف منها بطريقة صحية وسليمة هي ممارسة التأمل، بإمكان التأمل إزالة الضغط  والإجهاد النفسي الذي تعاني منه طوال اليوم، وجلب السلام الداخلي لك، لنتعرف أكثر عن هذه العادة الصحية وكيفية ممارستها في حياتنا اليومية.

 

ما هو التأمل؟

التأمل: (Meditation) وهو من أكثر الطرق شيوعًا لإدارة الإجهاد وتخفيف التوتر، وهي ممارسة قديمة استخدمت بشكل واسع في بعض الديانات مثل البوذية والهندوسية، فيكرس الإنسان عقله وحركاته في سبيل الحصول على وعي أكبر، وراحة وهدوء أكثر، وعندما تتعلمه وتمارسه يساعد ذلك على تهدئة جسمك وأعصابك وبالتالي تتخلص من الإجهاد البدني والانفعالي وهذا يجعلك تشعر بالتحسن والراحة الفورية، وبالتالي تجعلك تواجه تحديات الحياة اليومية بطرق أكثر فعالية وأكثر نجاحاً مع الممارسة المنتظمة.

التأمل رائع لأنه مجاني ومتاح دائمًا وفعال بشكل مذهل في الحد من الإجهاد على المدى القصير وعلى الصحة العامة على المدى الطويل. ويمكن الشعور بفوائده من أول جلسة.

فإذا كنت تعاني من توتر أو ضغط أو بعضاً من القلق فأنصحك بتجربة التأمل، وما يجعله خيار جيد أنه يمكن لأي فرد ممارسته في أي وقت، حيث إنه بسيط وغير مكلف ولا يتطلب منك إلا الاستعداد له، ومن مميزاته أيضاً أنك تستطيع ممارسته في أي مكان كنت فيه سواء مكان العمل أو خارجاً أو عند جلوسك في الحافلة أو في وقت انتظارك في عيادة الطبيب.

 ويفضل جعله جزءًا من روتينك اليومي لأنه سوف يساعدك على بناء القدرة على تحمل الضغوط، وتحسين الصحة الجسدية والعاطفية.

التأمل يعتبر نوعًا من الطب التكميلي للعقل والجسم، ويمكن للتأمل خلق حالة عميقة من الاسترخاء والشعور بالطمأنينة.

 

كيف نمارس التأمل؟

ينطوي التأمل على الجلوس في وضع مريح وتصفية الذهن، أو تركيز عقلك على فكرة واحدة وتطهيره من جميع الأفكار الأخرى. حيث يمكنك التركيز على صوتك أو على تنفسك أو القيام بالعد أو لا شيء على الإطلاق. والخيط المشترك بين العديد من تقنيات التأمل هو أن العقل يتوقف عن متابعة كل فكرة جديدة تطفو على السطح.

ومن الضروري بشكل عام أن يكون لديك ما لا يقل عن خمس إلى 20 دقيقة خالية من أي مشتتات خارجية، على الرغم من أن جلسات التأمل يمكن أن تمتد لأي مدة ترغب بها. إلا أن جلسات التأمل الطويلة تميل إلى تحقيق فوائد أكبر، ولكن من الأفضل عادةً البدء بمدة قصيرة حتى تتمكن من الحفاظ على الممارسة على المدى الطويل. ويجد الكثير من الأفراد أنه كلما حاولوا التأمل لمدة طويلة جدًا في كل جلسة يصبح الأمر مخيفًا أو شاقًا، ويجدون صعوبة أكبر في الاحتفاظ به كعادة يومية.

ومن المفيد أن تحافظ على الصمت والخصوصية، ولكن عندما تصبح متمرساً على التأمل وأكثر خبرة يمكنك ممارسته في اي مكان وفي أي وقت. الذين يمارسون التأمل بشكل أكثر ولديهم خبرة طويلة يمكنهم ممارسة التأمل في أي مكان، ومن الجدير بالذكر أنه لا توجد طريقة خاطئة للتأمل.

ويؤثر التأمل على الجسم بطرق معاكسة تمامًا للتوتر – عن طريق جلب الاسترخاء للجسم، وبالتالي يعيد الجسم إلى حالة الهدوء، كما يساعد الجسم على إصلاح نفسه ومنع الضرر الجديد الذي قد يترتب عن حدوث الإجهاد.

وعند الممارسة المنتظمة يصبح الشخص أكثر مرونة في التعامل مع الإجهاد على المدى الطويل.

ويمكن أن يساعدك على تعلم إعادة تركيز أفكارك وإعادة توجيه نفسك عندما تقع في أنماط التفكير السلبية، كما يمكن أن يساعدك في تخفيف التوتر. فالتأمل يقدم لك العديد من الحلول في نشاط واحد بسيط.

 

ماذا نجني من ممارسة التأمل بانتظام؟

هذا ما يحدث لك عند ممارسة التأمل:

  • يتباطأ معدل ضربات القلب والتنفس.
  • الحفاظ على المستوى الطبيعي لضغط الدم.
  • استخدام الأكسجين بشكل أكثر كفاءة.
  • تحسين الوظيفة المناعية.
  • تقليل نسبة التعرق.
  • تنتج الغدد الكظرية كمية أقل من الكورتيزول.
  • رفع مستوى الإبداع.
  • التخلي عن العادات السيئة مثل التدخين والشرب والمخدرات.
  • التوقف عن الأفكار السلبية والمدمرة.

 

لنبدأ ممارسة التأمل...

 

أهم نقطة لتبني عادة التأمل في حياتك ابدأ في ممارسة التأمل كل يوم لمدة خمس دقائق فقط على الأقل، وإذا كنت لا تعرف من أين تبدأ، فقط قم ببساطة بالتركيز على الاستماع إلى تنفسك لمدة خمس دقائق. وللقيام بذلك، قم بإرخاء جسمك، واجلس بشكل مريح، ولاحظ أنفاسك. إذا وجدت نفسك تفكر في أشياء أخرى، فما عليك سوى إعادة توجيه انتباهك إلى أنفاسك.

استراتيجية أخرى بسيطة هي حساب أنفاسك. عندما تستنشق، احسب “واحد” في عقلك، ثم عد “اثنين” أثناء الزفير. استمر في تنفسك وابدأ من جديد في “واحد” إذا لاحظت أنك مشتت بسبب أفكار أخرى. (سيجد بعض الأفراد هذا الأمر أسهل، وسيجده الآخرون أكثر صعوبة. لكن تذكر أن أفضل تقنيات التأمل هي تلك التي يتردد صداها معك.) وربما تجد الراحة التي تبحث عنها.

ويمكنك الجمع بين المشي والتأمل، فقط قم بإبطاء وتيرة المشي لتتمكن من التركيز على كل حركة من حركات الساقين أو القدمين. لا تركز على جهة معينة ركّز على الساقين والقدمين، مع تكرار كلمات تدل على الحركة في عقلك مثل "الرفع" و"التحرك" و"الوضع" عند كل رفعة قدم، انقل ساقك إلى الأمام، وضع قدمك على الأرض.

وضع في اعتبارك بعض الأمور منها أن الممارسة الثابتة أو المنتظمة أهم من الممارسة الطويلة والمتقطعة بمعنى أنه من الأفضل التأمل لمدة خمس دقائق، ست مرات في الأسبوع بدلا من 30 دقيقة مرة واحدة في الأسبوع.

وإذا لاحظت شرود ذهنك، فلا تصاب بالإحباط فقد يكون ذلك أمر جيد وإن إعادة توجيه أفكارك مرة أخرى إلى بؤرة تأملك (أنفاسك، اللحظة الحالية، أو أي شيء تختاره كنقطة تركيز) هي النقطة الحقيقية للتأمل، ومن المستحيل عملياً منع عقلك من الشرود على أي حال لذلك لا تصاب بالإحباط وحاول مرة أخرى.

 

 

 

مواضيع قد تهمك

الأكثر شعبية