قصص أمهات

المتابعة والأثر النفسي للسرطان!

المتابعة والأثر النفسي للسرطان!
النشر : أغسطس 09 , 2020
آخر تحديث : أغسطس 09 , 2020

بقلم: لينا سكجها، أم لثلاثة وباحثة اجتماعية


الألم النفسي تماماً مثل الجسدي.. وربما تكون آثاره أعمق وأوضح وأشد صعوبة على النفس!

وأنا لم أكن أعلم هذا، ولم أتخيل حجم الألم وصعوبة مرض السرطان وخاصة سرطان الثدي على المرأة حتى أصيبت به..

في بداية رحلتي مع المرض، صوره البعض لي وكأنه رشح أو انفلونزا عادية، وهذا فقط بداعي التهوين وتخفيف وطأة الخبر على نفسي!

لكن لا يا سادة.. هو مرض مألوف لكنه غير عادي، وهو قريب منا كل القرب بحسب الدراسات الحديثة، وله آثاره النفسية طويلة الأمد لكل امرأة تصاب به، إذا لم تكن مستعدة له.


انظري أيضاً: لكل من أصابها سرطان الثدي مثلي


فهو يجمع بين الألم النفسي للمريضة وتقبلها لذاتها، وبين الألم الجسدي المستمر بعد إجراء عملية جراحية، او بعد جلسات الكيماوي المرهقة، او حتى بعد العلاجات الهرمونية المتكررة يومياً وعلى مدى عدة سنوات.

دخلت مركز علاج السرطان وأنا مرتبكة حائرة كيف سأواجه هذا التحدي الكبير الصعب لوحدي؟! ولماذا اختارني الله ليبتليني بهذا المرض؟

أسئلة كثيرة لا تنتهي كانت تشغلني في ذلك الوقت، ويبدو أنها لن تنتهي طوال مسيرتنا في هذه الحياة التي نقضيها باحثين عن إجابات لها..

زياراتي إلى مركز علاج السرطان متكررة ومستمرة، أتابع باستمرار برنامجهم للكشف المبكر عن سرطان الثدي.. وفي كل مرة أقول في نفسي لماذا لا تكون حملات الكشف المبكر عن السرطان إلا في شهر أكتوبر؟!

فأعداد الإصابة بسرطان الثدي في تزايد مستمر، والأجدر بنا أن نقوم بحملات توعوية متكررة لدعم وتعزيز فكرة الكشف المبكر لدى المرأة قبل "ما الفأس تقع بالراس" ويكون الندم لا قيمة له ولا قوة!


انظري أيضاً: دروس رائعة من نساء كافحن سرطان الثدي


كلمة الشفاء تعني استرداد العافية والصحة النفسية معاً، وهذا ما أتمناه لكل مريض ومريضة سرطان في المركز وخارجه.

ولكن صدقوني المعاناة كبيرة جداً.. الآلام الجسدية منها ممكن أن تتعافى بأخذ بعض الحبوب والمسكنات.. ولكن يبقى الأثر النفسي الذي لا علاج له إلا المتابعة المتكررة من أصحاب الشأن، لضمان ثبات الحالة النفسية للمرضى وتجاوزهم لمشاعر الألم والوجع والضغط النفسي والاجتماعي! 

مواضيع قد تهمك

الأكثر شعبية