الأطفال ما قبل المدرسة 4-5 سنة
٥ خطوات تساعدك على التعامل مع سلوك طفلك الخاطىء
في مقالنا السابق "٨ أسباب وراء سوء سلوك طفلك في الأماكن العامة أو المنزل"، قمنا بمناقشة الأسباب التي تجعل الأطفال يتصرفون بشغب وذكرنا أنَّ الخطوة الأولى للتعامل مع مشاكسة الطفل هي فهم السبب وراء ذلك السلوك. لقد أوردنا بعض الأسباب الشائعة لسوء التصرف لدى الأطفال بما في ذلك؛ عدم قدرة الأطفال على السيطرة على ردود أفعالهم، والظروف الفيزيولوجية كالتعب أو النعاس، واحتياجاتهم التطورية للتحرك واللعب، وحاجتهم إلى الاستقلال، ورغبتهم في الاهتمام، وكرد فعل لنا عند عدم وضع حدود غير ثابتة.
سوف نناقش في هذا المقال، ما الذي يمكننا فعله عندما يسيء طفلنا التصرف وقبل أن نبدأ في التحدث عمَّا يُمكننا القيام به، من المهم أن نذكر أولاً ما يجب تجنبه والابتعاد عنه عند التصرف مع سلوكيات أطفالنا. يجب أنَّ لا نستخدم أسلوب الصراخ، التهديد أو الشتم، أو الضرب. قد توقِف هذه الردود الطفل عن القيام بفعل خاطئ في لحظة معينة، ولكنّها تفتقد لعنصر التأثير الإيجابي طويل الأمد أو الدائم، ولا تعلِّم الطفل السلوك المقبول اجتماعياً.
وبالإضافة إلى ذلك ستؤثر هذه الردود سلباً على العلاقة بين الوالدين والطفل، كما تدمر احترام الطفل لذاته، وثقته بنفسه، وتطوره الطبيعي داخل المجتمع. يتعلم الأطفال بالأمثلة المحيطة بهم، إذا كنتِ تصرخين في طفلك أو تضربينه، كأنَّكِ تقولين لهم أنَّ الصراخ والضرب مسموح بهما. إنَّ الأطفال الذين يُعاملون بقسوة من قبل والديهم هم الأكثر احتمالاً ليكونوا عدوانيين عند الكبر. من المهم أن تكوني قدوة لهم.
لذلك بدلاً من العقاب نحن بحاجة إلى الانضباط!
يمكن أن يكون ضبط الأطفال مهمة صعبة، خاصة بالنسبة للأطفال القياديين أو الاستقلاليين. ولكن الانضباط لا يعلِّم الأطفال السلوك المقبول وغير المقبول فقط، وكيف يتم تأديبهم، بل يعلِّمهم كيفية التعامل مع المواقف الصعبة بطريقة صحيحة مثل الكبار. إذا كنتِ تستجيبين لسوء التصرف من خلال مناقشة عقلانية وإيجاد الحل للمشاكل، سوف يتعلَّم أطفالك الشيء نفسه.
لذلك عندما يُسيئ طفلكِ التصرف عليكِ باتباع الخطوات التالية:
-
حافظي على هدوئك.
خذي نفساً عميقاً... لا بأس من الابتعاد قليلاً وإعطاء نفسك وقت لتهدئي. تمنحكِ خطوة تأجيل العقوبة الوقت اللازم للتفكير في إجراءات تأديبية مناسبة، وكذلك الوقت لطفلكِ للتفكير فيما قام به من خطأ. اخبريه بوضوح أنَّكِ بحاجة إلى وقت لتهدئي، وأنَّكِ ستُناقشين المسألة عندما تكوني مستعدةً لذلك. (إذا كان سوء السلوك يهدد حياة طفلكِ تصرفي فوراً وقومي بإبعاده بسرعة عن الخطر).
-
قومي بتسمية أو وصف السلوك الخاطئ
ابدئي بقول "لقد لاحظت أن تصرفك هذا ...". امتنعي عن إصدار الألقاب على طفلك أنَّه "عنيد"، أو "غير مطيع"، أو "سيئ" لأنَّ ذلك سيؤدي إلى تصرفات سلبية أكثر ويقوم بفعل ما تُلقبينه به بالضبط.
-
معرفة السبب وراء هذا سوء السلوك.
قومي بطرح أسئلة عليهم مثل: "هل تشعر بالتعب؟"، "هل تحتاج إليّ ...؟"، "هل المكان مُزعج جداً هنا؟"، "هل تحتاج لمساعدة؟" الخ...إنَّ هذهِ الخطوة لا تشعرهم بالتعاطف والتفهم والاحترام لهم وحسب، بل وأنَّكِ على استعداد أيضاً للنظر والاهتمام في احتياجاتهم.
-
تقديم الحلول.
يُمكنكِ القيام بذلك بعدد من الطرق بحسب نوع الحالة:
-
إذا لم يستمعوا جيداً أو كانوا يتصرفون بعناد، قدِّمي لهم مجموعة من الخيارات. على سبيل المثال، "هل تريد أن تُنهي واجبك الآن أو بعد ١٠ دقائق؟" أو حاولي الحصول على الإجابة بنعم، على سبيل المثال، "هل ترغب في الذهاب إلى الحديقة؟ ... إذن دعنا ننهي الغداء سريعاً".
-
إذا تصرَّف مشاغباً، اطلبي مساعدته، أو إعادة توجيه انتباهه إلى شيء آخر أو قومي بتذكيره بالحدود والعواقب التي قمتِ بتحديدها في وقت سابق.
-
عند حدوث نوبات الغضب، أخبريهِ بأنَّكِ ستتحدثين إليه عندما يهدأ. وبعدها عودي إلى الخطوة رقم ٣.
-
قدمي لهم المكافأة على سلوكهم الإيجابي. حاولي تجنُّب المكافآت المادية والتركيز على المكافآت المعنوية مثل لعب لعبة معهم، أخذهم إلى الحديقة أو السماح لهم بالبقاء مستيقظين ١٥ دقيقة إضافية من موعد النوم.
وأخيراً، لا ينبغي أن تكون الأبوة والأمومة صراعاً. عندما نقوم بوضع حدود وقوانين ثابتة لاطفالنا وتفهم الاسباب وراء السلوكيات مع ضمان شعورهم بالأمان والمحبة والاحترام، نحصل على تأثير إيجابي أكبر وطويل الأمد. تذكري، أنَّ التعزيز الإيجابي هو أكثر فعالية بكثير من العقاب.