قصص أمهات

تجربتي مع إبرة الظهر عند الولادة

تجربتي مع إبرة الظهر عند الولادة
النشر : يناير 30 , 2021
آخر تحديث : يونيو 23 , 2024
أم لطفل اسمه جبل، ناشطة في مواقع التواصل الاجتماعي فيما يخص الحياة اليومية والعناية بالصحة العامة وصحة الأم والطفل. خريجة بكالوريوس إدارة أعمال... المزيد

قرأت الكثير خلال فترة حملي عن الولادة الطبيعية والقيصرية، وذلك بسبب خوفي الزائد من التخدير الكلي ومن الحصول على القطب في منطقة البطن، خاصة وأنني قد أجريت عملية استئصال الزائدة الدودية قبل عدة سنوات وتألمت بشدة حينها.

لذلك، فضلت أن تكون ولادتي طبيعية، وقد تشجعت لطلب إبرة الظهر (الإبيديورال) من خلال سماع  تجارب أختي وصديقاتي وكيف أنها سهلت الولادة الطبيعية مما جعلني أكثر اطمئناناً لهذه التجربة.  

ولكن المأساة كانت عندما بدأت بتصفح مواقع التواصل الاجتماعي وخاصة مجموعات الأمهات، حيث كانت الإجابات مرعبة ومثيرة للقلق، ومن هذه الإجابات حول استفسار إحداهن عن إبرة الظهر:

"الله يعينك بتوجع"

"لا تأخذي إبرة الظهر في ناس انشلت منها"

"بتعملك وجع ظهر"

 "متخيلة إبرة طويلة رح تفوت بظهرك "

"أنا أخذتها ولكن لم تنفعني وأحسست بوجع الولادة الشديد"

روان حسن

والمشكلة الحقيقية أن معظم الإجابات تأتي من أمهات لم يجربن إبرة الظهر من قبل، بل هي افتراضات أو نقل لأفكار شائعة حول الموضوع.

وعندما كنتُ في الشهر الثامن ذهبتُ إلى مراجعتي في عيادة النسائية، وبالفعل قالت لي الطبيبة حينها إن وضع الجنين حالياً وكافة المؤشرات الحالية تشير إلى ولادة طبيعية وأضافت أنه لا يمكنها الجزم بذلك إلى حين موعد الولادة، وعندها استغللت الفرصة كي آخذ منها كافة التفاصيل حول إبرة الظهر وعن كونها مؤلمة أم لا؟

وقد كانت جميع إجابات الطبيبة مطمئنة، بل وشجعتني على طلبها عند الولادة، ولكنني لم أكتف بهذا القدر...

بل استمريت بقراءة مواضيع ومقالات عن إبرة الظهر ومشاهدة فيديوهات لأطباء عرب وأجانب يقومون بتوضيح آلية دخول الابرة ومتى يمكن اعطاؤها ووجدت إجابات مطمئنة على كل الأسئلة والمخاوف التي كانت تدور في ذهني. 

وحينما جاء موعد الولادة، وصلت إلى المشفى مع توسع ٣.٥ سم ولكن مع آلام محتملة، وكنت في حالة ولادة، وقد سألني الأطباء عن رغبتي أو عدمها في أخذ الإبرة، قررت حينها أن آخذها خوفاً من ارتفاع وتيرة الألم وخوفاً من الفحص الداخلي وتكراره.

جاء طبيب التخدير وطلب مني الجلوس على طرف السرير، ووضع قدماي على الكرسي والانحناء إلى الأمام ، وبعدها قام بتخدير المنطقة بمادة شديدة البرودة لعدة مرات، ومن ثم قام بوضع الإبرة في المكان الصحيح ولم أشعر إلا بنخزة خفيفة جداً، حتى أن ألمها كان أقل من ألم حقن إبرة الوريد في اليد، وبعد ذلك، بدأ بضخ المادة المخدرة، وحينها شعرت ببرودة وكأن هناك سيء يسري في ظهري، و بعدها بعدة دقائق فقدت الإحساس بأي ألم أو أي شعور بالجزء السفلي من جسمي، وقام الطبيب بوصل الإبرة بجهاز يقوم بضخ منتظم لمادة التخدير إلى أن يحين موعد الولادة، وقد طمأنني طبيب التخدير بعودة الشعور بنصفي السفلي بعد انتهاء مفعول مادة التخدير.

أمضيت حوالي 10 ساعات في المخاض، دون الشعور بأي ألم وأنا مستلقية على ظهري أتصفح هاتفي المحمول، وأتحدث إلى من هم حولي، ولكن كانت الأفكار تدور في ذهني حول مخاوف الولادة وشوقي لرؤية طفلي، إلا أن المخدر كان له الفضل في شعوري بالراحة.

وبالفعل انتهت الولادة ولم أكن أشعر بأي ألم، وحتى ما بعد الولادة لم تكن هناك أية مضاعفات وقد تحركت ساقاي فور قطع مادة التخدير عن الجسم، وعليه ومن تجربتي الرائعة هذه بإمكاني ألخص لكن التجربة بالنقاط الآتية:

  • لحظة دخول الإبرة في الظهر غير مؤلمة وتكون ومسبوقة بتخدير جيد للمنطقة.
  • لا يوجد أعراض جانبية لإبرة الظهر سوى الصداع (نادراً) وآلام الظهر التي تتحدث عنها الأمهات بعد الولادة هي آلام طبيعية ناتجة عن الحمل والولادة.
  • المسؤول عن إمكانية وضع إبرة الظهر اعتماداً على التوسع وحالتك هو الطبيب وليست صديقاتك أو أعضاء مجموعة الأمهات.
  • ستشعرين بساقيك والجزء السفلي من الجسم فور فصل المادة المخدرة عن الجسم.

كما أنكِ وبالتأكيد ستحبين طفلك بل ستعشقينه، وطفلك لن يحب أحداً مثلك ولا علاقة بين الحنية والحب بين الأم والطفل وإبرة الظهر....

مواضيع قد تهمك

الأكثر شعبية