الثلث الأول

الدوخة هي الدليل المبكر للحمل: خرافة أم حقيقة؟

الدوخة هي الدليل المبكر للحمل: خرافة أم حقيقة؟
النشر : يوليو 23 , 2021
آخر تحديث : يونيو 23 , 2024
خريجة الجامعة الهاشمية/ الأردن لعام ٢٠١٩، تطمح عبير لإكمال طريقها بالتخصص الذي تحب، وهي تعمل حالياً في مركز الحسين للسرطان (KHCC)، ومدرّبة للإسعافات... المزيد

أشعر مؤخراً وكأن الأرض تتحرك وتلُف من حولي، وأنّي سأقعُ نتيجةً لدوار لا يهدأ داخل رأسي! أهو أمر شائع وطبيعي الحدوث بسبب الحمل أم أن الأمر أكثر خطورة مما أتخيل؟

تُعد الدوخة من أحد أبرز أعراض الحمل في الشهور الأولى، تحدث عند أغلب السيدات الحوامل مسببةً لهنّ الإزعاج والقلق.

يسرُّنا في هذا المقال عزيزتي الأم أن نُجيبَك على أسئلتك ونخفف من مخاوفك وقلقك.


متى يبدأ شعور الدّوخة خلال الحمل؟

تشعر السيدة الحامل بالدّوخة بدءاً من الأسبوع 12 من الحمل أو في الأسابيع الأولى من الثلث الثاني للحمل (وهي الفترة ما بين الأسبوع 14 وحتى الأسبوع 26 من الحمل).

 

هل الدّوخة علامة مُبكّرة من علامات الحمل؟

لا تُعدّ الدّوخة من العلامات الأولى والمُبكّرة للحمل على خلاف ما هو شائع بين الناس، لكن من الممكن أن تكون كذلك في حال انخفاض مستوى السُّكر في الدم خلال فترات الصباح (وهو ما يُعرَف بغثيان الصباح Morning Sickness)، كما من الممكن أن تشعر بالدّوخة حتى قبل انقطاع الدورة الشهرية نتيجةً للتغذية غير الجيدة.

 

ما سبب هذه الدّوخة؟

في هذه الأثناء يحاول جسدكِ استيعاب احتياجات جسدين معاً في نفس الوقت بدلاً من واحد، فمن الطبيعي شعوركِ بالدوخة لعدة عوامل، منها:

  1. انخفاض ضغط الدم بجسدكِ نتيجةً لتوسّع الأوعية الدموية بسبب الحمل واحتياج هذه الأوعية المتوسّعة لكميات أكبر من الدم.
     
  2. زيادة مستوى هرمون البروجستيرون (Progesterone) في جسدكِ، وهو عامل أساسي لتوسّع الأوعية الدموية بهدف زيادة تدفق الدم إلى جسم الجنين وتقليل التدفق إلى جسم الأم، وقد يؤدي بذلك لخفض ضغط الدم في جسدكِ، ويُعدّ انخفاض مستوى الدم المُتدفق للرأس السبب الأساسي لشعوركِ بالدّوار والدُوخة خلال الحمل.
     
  3. توسّع الرّحم خلال الحمل له دور كبير في الضغط على الأوعية الدموية في جسدكِ خاصةً عند الاستلقاء على الظهر، إذ يقوم جسم الجنين في الرحم بالضغط على الوريد الأجوف السفلي Inferior Vena Cava (المسؤول عن نقل الدم من الأطراف السفلية إلى القلب) مسببّاً انخفاض تدفق الدم بالتالي الشعور بالدوخة.
     
  4. ارتفاع في حرارة جسدكِ نتيجةً لزيادة كميات الدم فيه، لها دور كبير مُساهم في شعوركِ بالدوخة والدوار.
     
  5. في حال انخفاض مستوى السكر في الدم، والإصابة بالجفاف (فقدان الجسم للسوائل) تكون فرصة الشعور بالدّوخة عند الأم أكبر.
     
  6. كما أن السيدات اللواتي يعانين من توسع الأوردة (الدّوالي Varicose Veins) يكُنَّ أكثر عُرضةً للإصابة بدوخة الحمل، إذ تتجمع كميات كبيرة من الدم في هذه الأوردة مسببّةً انخفاض كميات الدم في باقي الجسم.
     

ماذا يمكنني أن أفعل عند الشعور بالدوار خلال فترة حملي؟

في هذه الفترة عليكِ مراعاة وضع جسمك والتّعامل بجديّة مع هذه الدّوخة وعدم تجاهلها، فيترتب عليكِ الإبتعاد عن الأنشطة التي قد تؤذيكِ باتباع النصائح الآتية:

  1. لا تقودي السّيارة أبداً عند شعورِك بالدّوخة.
     
  2. تجنبي أي عمل مُتعب أو مؤذي لكِ، واطلبي المساعدة حالَ شعورِك بالدّوخة.
     
  3. اجلسي فوراً عند شعورِك بالدّوخة لتجنب السقوط والإصابة، ثم استلقي وارفعي قدميكِ لزيادة تدفق الدم إلى الرأس، وحافظي على التّنفس ببطء وبعمق.

 

كيف أتجنب حدوث الدّوخة خلال الحمل؟

  1. تحركي ببطء وتجنبي التحركات المفاجئة، وتجنبي أيضاً الوقوف لمدة طويلة لِما لهُ من أثر في خفض ضغط الدم في جسدكِ مسببّاً لكِ الشعور بالدّوخة.
     
  2. تناولي الأطعمة الصحية الغنية بالبروتينات والكربوهيدرات، مثل: خبز القمح والباستا (المعكرونة) وأضيفيها لجميع وجباتك الغذائية، للحفاظ على مستوى السكر ثابتاً في الدم.
     
  3. تناولي أطعمة خفيفة بين الوجبات الرئيسية خلال اليوم لتجنب انخفاض مستوى السكر في الدم، مثل تناول الفواكه والزبيب والساندويشات الصحية الخفيفة.
     
  4. ولأن الجفاف من مسببات الدوخة، تأكدّي من شرب كميات كافية من السّوائل، بما يقارب 12-13 كاسة في اليوم أو أكثر في الأجواء الحارة أو بعد يوم شاق بالعمل.
     
  5. ارتدي الملابس الفضفاضة وابتعدي عن الملابس الضيقة والخانقة لتجنب شعورِك بالحرارة والضيق قدر المُستطاع.
     
  6. تجنبي الاستلقاء على ظهرك طوال فترة الثلث الثاني والثالث من الحمل (الشهر الرابع وحتى الولادة)، لتجنب ضغط جسم الجنين في الرحم على الوريد الأجوف السفلي (المسؤول عن نقل الدم من الأطراف السفلية إلى القلب) مسببّاً انخفاض تدفق الدم بالتالي الشعور بالدوخة.
     
  7. استنشقي الهواء النقي. إذ إن البقاء في بيئة مزدحمة وحارة لفترة طويلة قد يسبب لكِ الغثيان، لهذا ننصحك بالمشي لمدة خمس دقائق لتجديد نشاطك، ولِما للمشي أيضاً من دور فعال في التخلص من أعراض الحمل المزعجة الأخرى، مثل الإمساك والانتفاخ.

 

متى يمكنني التخلص من دوخة الحمل؟

عادةً ما تلازم الدوخة والدوار الأم طوال فترة حملها، وسرعان ما تزول بعد الولادة.

 

هل من الضّروري مراجعة الطّبيب لإخباره بهذه الدّوخة؟

قد يسبب نقص الحديد (الأنيميا Anemia) نوبات دوخة ودوار نتيجة نقص كريات الدم الناقلة للأكسجين، لهذا يجب عليكِ مراجعة الطبيب للتأكد من أن هذه الدوخة ما هي إلا عَرَض طبيعي من أعراض الحمل.

نهايةً نود طمأنتكِ عزيزتي الأم بأن الدوخة ليست علامة من علامات الإجهاض أو تسمُّم الحمل كما هو شائع، إذ يُعرف تسمم الحمل بارتفاع ضغط الدم خلال الحمل (أي سبب معاكس تماماً لحالة الدوخة المتمثلة بانخفاض ضغط الدم).

المراجع: 

مواضيع قد تهمك

الأكثر شعبية