قصص أمهات
عانيت مع طفلتي في الرضاعة الطبيعية.. وهذا هو السبب!
لا ينبغي للرضاعة الطبيعية أن تكون مؤلمة للأم! وإذا حدث ذلك، فمن الممكن أن يكون طفلك لا يرضع منك بشكل صحيح.
إلى كل الأمهات، إليكن تجربتي.
اسمي رشا صليب، وأنا أم لطفلة بعمر الخمسة شهور، أنا متشوقة لمشاركة قصتي مع طفلتي هنا، على أمل أن تساعد غيري من العائلات والأمهات المكافحات من أجل تجربة رضاعة مثالية لأطفالهن.
لطالما كنت من مناصري الرضاعة الطبيعية، فقد كنت على دراية بجميع فوائدها الغذائية والصحية، وكأخصائية نفسية كنت مدركة تماماً للآثار النفسية الإيجابية على كل من الأم والطفل، بما في ذلك النمو المعرفي والاجتماعي- العاطفي للطفل، والتأثير الإيجابي على مزاج الأم ونفسيتها وصحتها بعد الولادة.
لذلك عندما حملت كانت هذه مهمتي،
بالنسبة لي وجدت أن تثقيف نفسي بالقراءة عن الرضاعة الطبيعية كان مهماً بنفس قدر قراءتي عن الحمل والولادة.
خلال حملي، تواصلت مع استشارية رضاعة وأخذت بعض الجلسات معها لأتعلم أكثر كيف أعطي طفلتي أفضل ما يمكنني إعطاؤه. وسرعان ما أصبح ذلك مهماً جداً بالنسبة لي خاصة بعدما أخبرتني طبيبتي النسائية أنني سألد بعملية جراحية كون طفلتي كانت بوضعية مقلوبة داخل رحمي أو ما يسمى بالـ "Frank Breech position".
كنت أعلم تماماً أنه سيكون من الصعب علي أن أبدأ بالرضاعة الطبيعية بعد العملية، لما سأعانيه من ألم بعدها، والأدوية التي سآخذها للتخفيف منه، بالإضافة إلى حقيقة أن الحليب في مثل هذه الحالات قد يأتيني متأخراً. لكن كل ذلك جعلني مصممة على جعل تجربتي مع الرضاعة الطبيعية تجربة ناجحة.
لقد ثقفت نفسي وقرأت العديد من المقالات عن عمليات جراحية تلاقي رواجاً كبيراً في الولايات المتحدة، تكون فيها كل من الأم والأطباء مهيئين للقيام بالعملية بما يقارب تجربة الولادة الطبيعية وتسمى Natural/gentle C-section، شجعني على ذلك كل من طبيبتي النسائية وطبيب طفلتي المختص.
وفي يوم ولادتها،
قام طبيب الأطفال بفحصها ومن ثم لفها ببطانية دافئة ووضعها بين ذراعي، قبلتها على جبينها ووضعتها على صدري ليلامس جسدها جسدي ولتأخذ أولى جلسات رضاعتها، على أمل أن تكون هذه الساعة الذهبية هي ما يساعدني على بدء رحلتي مع الرضاعة الطبيعية.
لكن للأسف، منذ البداية لم تكن رضاعة طفلتي كما يجب، كانت جائعة بشكل مستمر، وتنام في كل مرة أضعها على صدري لترضع، يصيبها المغص بشكل متكرر وتصدر أصوات غريبة أثناء رضاعتها.
أما أنا فقد عانيت من آلام في الثدي وتقرحات في الحلمات، وشعرت بالإحباط وخيبة الأمل من الاستمرار في الرضاعة الطبيعية، وكنت قلقة من تناقص كميات الحليب لدي، نظراً لوزن طفلتي القليل الذي ولدت فيه، كنت أفعل كل ما في وسعي لإطعامها، ولم أكن أنام لأقوم بإرضاعها على مدار الساعة، ومع ذلك فإن قلة النوم أثرت سلباً على إنتاج الحليب في جسمي.
دخلت في دوامة مفرغة لم أعرف الخروج منها، لكني كنت أعتقد أن هذا أمر طبيعي، فقد أخبرتني العديد من الأمهات بأن الأشهر الثلاثة الأولى بعد الولادة تكون صعبة جداً، وأنني لن أتمكن من النوم، لذلك دفعت نفسي للاستمرار لأن هدفي كان منذ البداية أن أنجح في إرضاع طفلتي مهما كان.
جربت وضعيات رضاعة مختلفة وطرق عديدة لجعل طفلتي تمسك بالثدي بشكل أفضل وتحصل على حاجتها من الحليب، وضعت واقٍ للحلمات أثناء الرضاعة لأخفف من الألم، استخدمت مضخة الثدي، وجربت تعديل حجم أنبوبة الضخ لأحجام مختلفة، وتمارين الرضاعة وغير ذلك الكثير..
كيف عرفت أن ابنتي تعاني من شيء لم أعرفه!
وفي يوم عيد الأم جاءت صديقتي لزيارتي وشهدت بأم عينها جلسة رضاعة طويلة بشكل غير طبيعي تبعها أن رأت طفلتي منزعجة باكية وجائعة! وقد كان لصديقتي طفل يعاني من "اللسان المربوط"، أجريت له عملية لتحرير لسانه قبل عدة أشهر، فعرضت علي أن تلقي نظرة على طفلتي، ومن خبرتها قالت لي أنه علي أن أرى استشارية في الرضاعة الطبيعية لأنه على الأرجح أن طفلتي تعاني من "اللسان المربوط" مثل طفلها!
ومباشرة قمت بترتيب موعد مع مستشارة متمرسة جداً في الرضاعة الطبيعية، والتي أكدت لي أن طفلتي لديها اللسان المربوط والشفة المربوطة، أعطتنا تقريراً بذلك ونصحتنا برؤية جراح لعلاج صغيرتنا. بدأت بالقراءة أكثر عن حالة طفلتي وزرت العديد من الجراحين وأطباء الأطفال بحثاً عن إجابات ترشدنا لما يمكن فعله.
عدا طبيب الأطفال الذي نزوره، تلقينا نصائح وسمعنا نصائح غير صحيحة ومضللة من أطباء الأطفال والجراحين الذين زرناهم.
هنا قائمة بمجموعة من المعلومات المتناقضة والمربكة التي سمعناها ونحن نبحث عن إجابات لما يحصل مع طفلتنا:
-
إنه لا يوجد شيء اسمه اللسان المربوط، هو أمر غير حقيقي، وستكونين أماً سيئة إذا سمحت لأحد أن يعبث بفم طفلتك أو لسانها فيؤذيه ويضر به.
-
إن لسان طفلتك ليس مربوطاً لأنها تستطيع أن تمده إلى خارج فمها، على الرغم من أنها لم تكن تبكي كثيراً ولم تكن تستطع أن تحرك لسانها كما يجب.
-
ليس من الممكن أن نعرف إذا كان لسان طفلتك مربوطاً إلا في عمر السنتين أو عندما تبدأ مشاكل الأكل والنطق بالظهور لديها، وعندما يحدث ذلك عليك أخذها إلى أخصائي نطق.
-
ستتخلص طفلتك من هذه المشكلة عندما يكبر فمها.
-
طفلتك ليس لديها لسان مربوط لأن وزنها يزداد بشكل طبيعي.
-
اللسان المربوط لا يؤثر على الرضاعة، عليك أن تعطي نفسك وقتاً فقط.
-
ليس هنالك أي مشكلة، طفلتك فقط لديها فم صغير ولسان قصير!
-
لسان طفلتك ليس مربوطاً، هذا فقط آخر ما يشاع بين الناس الآن.
-
أعطها حليباً صناعياً ودعك من الرضاعة الطبيعية.
كل ما سمعته أدخلني في حالة من الإرهاق والارتباك وعدم اليقين والحزن، كنت أقضي كل اللحظات التي أستيقظ بها في إرضاع طفلتي، وكنت أشعر بالحيرة أكثر في كل مرة أقرأ فيها عن العواقب الوخيمة لعدم معالجة حالات اللسان المربوط، بما في ذلك محدودية حركة اللسان، وصعوبة في البلع والنطق، وصعوبة تناول الأطعمة الصلبة، وضعف في تطور النطق، ومشاكل الأسنان، مشاكل في التنفس والنوم، الصداع النصفي ومشاكل أخرى في مرحلة البلوغ
كيف قررت التعامل مع هذه المشكلة لمساعدة طفلتنا؟
قررت أن أتبع حدسي وأن آخذ بنصيحة صديقتي بزيارة الطبيب الذي عالج طفلها من ذات الحالة في عيادته في دبي، عندما اتصلنا به استمع لنا وأكد لنا أن جميع الأعراض حقيقية وتستدعي العلاج، وأنه يعالج بتقنية ال ” Radiofrequency”، وهي غير متوافرة في الأردن، ولا تسبب أي نزيف أو إتلاف للأنسجة المجاورة.
بالفعل ذهبنا إلى دبي، حيث قام الطبيب هناك بمعالجة طفلتنا باستخدام هذه التقنية خلال دقائق، تلى ذلك تدابير للرعاية الصحية بعد العملية لمنع أي فرصة لإعادة الالتصاق وأية مضاعفات أخرى.
كانت نتائج العملية مبهرة، فبعد إجرائها تمكنت من إرضاع طفلتي بسهولة! لا مزيد من الغازات أو المغص، كانت طفلتي مرتاحة تماماً وأكثر سعادة، وفترات إرضاعي لها صارت أقصر، ونومها أفضل وكذلك نومي.
لذا عزيزاتي الأمهات، على الرغم من أن الألم هو السبب الرئيسي الذي يدفع العديد من الأمهات للتخلي عن الرضاعة الطبيعية، إلا أنه قد يكون مؤشراً أيضاً على أن لسان الطفل مربوط، وإذا لم يتم علاج ذلك، فإنه يمكن لطفلك أن يواجه تشوهات عديدة في وجهه، ومشاكل في الكلام وتناول الطعام، وتأخر في النمو، وحالات توقف النفس خلال النوم، ومشاكل الأسنان، وغير ذلك الكثير.
لذا إذا كنت تعانين مع صغيرك في رحلة الرضاعة، فعليك أن تقرئي وتثقفي نفسك عن اللسان المربوط أو الشفة المربوطة، فقد يكون ذلك هو السبب وصدقيني بعلاجه سيصنع ذلك فرقاً كبيراً لك ولطفلك وسيجعل رحلتك مع الرضاعة سهلة وجميلة.
اقرئي أيضاً:
نصائح خاصة لرضاعة طبيعية صحية ومثلى
٨ عوامل تساعد على إنجاح الرضاعة الطبيعية منذ ولادة طفلك