الأطفال الرضع 3-6 أشهر
طريقة نجحت معي ساعدتني بالتغلب على شعور القلق بعد ولادة طفلي
الشعور بالخوف والقلق بعد ولادتك لطفلك الأول هو شعور طبيعي يحدث للكثير من الأمهات الجدد، فقد تشعرين بأنكِ غير مستعدة في الفترة الأولى بعد الولادة وبدء التعامل مع طفلك وأن حجم هذه المسؤولية أكبر منكِ، وقد تفقدين القدرة على السيطرة على هذا الخوف. لكن دعيني أخبرك بأنه مهما بلغت مخاوفك فهناك حل للسيطرة على هذا الخوف وزيادة شعورك بالتمكن من هذه المسؤولية، وبدايةً أهم ما عليك فعله أن تكوني واعية لهذه المشاعر، وأن تتعاملي معها بالشكل الصحيح، وفي هذا المقال سوف أدلك على طريقة نجحت معي التي تمكنك من تحويل هذه المخاوف إلى سلوك إيجابي.
(1)
(2)
كيف انتقلت من حالة الخوف والقلق (1) إلى حالة السعادة والحب (2) بعد إنجابي لطفلي الأول؟
بعد إنجابي لطفلي الأول شعرت بخوف شديد، وكان سبب خوفي هو السؤال الذي سألته لنفسي بعد رؤيتي له بين يدي: هل أنا مستعدة لتربيته بالشكل المطلوب؟
للأسف كانت الإجابة: لا لست مستعدة! هذه الإجابة أشعرتني بالخوف حقيقة؛ لأنها نبهتني للواقع الذي كنت أعيشه في ذلك الوقت وهو واقع لا مجال للرجوع عنه. ولكن ما أخرجني من هذه الحالة النفسية المزعجة هي فكرة جديدة أعادت لي التوازن وهي: كوني لست مستعدة سابقاً لا يعني عدم قدرتي على الاستعداد في الوقت الحاضر.
كيف أثرت هذه الفكرة على سلوكي؟
ببساطة تغيرت الفكرة السوداوية التي كانت تحرك سلوكي تجاه الموضوع (كانت الفكرة: لست مستعدة للتربية أنا عالقة في وضع سيئ وخطير)، إلى فكرة متفائلة (كوني لست مستعدة سابقاً لا يعني عدم قدرتي على الاستعداد في الوقت الحالي)
دعيني أشرح لكِ ما حصل بشكل أفضل من خلال ما يسمى "معادلة السلوك":
ما هي معادلة السلوك؟
كما يظهر من الشكل السابق، فإن معادلة السلوك عملية داخلية تحصل داخل الدماغ.السلوك الذي يقوم به الشخص في موقف معين، ويرتبط به ما هو إلا محصلة أو نتيجة نهائية لفكرة معينة يعتقد هذا الشخص أنها صحيحة وبناء عليه تتشكل لديه مشاعر معينة ينتج عنها السلوك الذي يقوم به كرد فعل تجاه الفكرة والمشاعر الناتجة عنها.
دعوني أفسر لكم بطريقة أبسط من خلال هذا المثال:
لم أرتد لباساً باللون الأحمر في حياتي إلا بعد بلوغي الـ 25 عاماً من عمري (العمر الذي تزوجت به) وذلك لأن جدتي -رحمها الله- كانت تقول دائماً "لبِّس الأسمر أحمر وأتفرج عليه"!
بمعنى أن اللون الأحمر لا يناسب أسمر البشرة، وسيجعله عرضة للسخرية الأمر الذي جعلني أقرر عدم لباس اللون الأحمر نهائياً، حتى بلغت الـ 25 من عمري، حيث تغيرت فكرتي أثناء فترة استعدادي لزواجي عندما وجدت فستاناً أعجبني جداً كشكل، ولكن لم يكن متوفراً منه سوى اللون الأحمر. فقررت شراءه رغم ذلك.
انتبهت بعدها أن هناك خيارات بخصوص ارتداء اللون الأحمر: اللون الأحمر درجات وبالإمكان اختيار الدرجة المناسبة للون الشخص الذي يرغب فيه، من الممكن أيضاً ارتداء اللون الأحمر على الجزء السفلي من الجسم (تنورة، بنطال.....) وإضافة لون آخر مناسب للجزء العلوي (بلوزة بيج أو أبيض.... إلخ.)
يمكن تفسير ما حصل معي باستخدام معادلة السلوك كما يلي:
دخلت معلومات جديدة لدي بخصوص اللون الأحمر وارتداء سُمر البشرة له زاحمت المعلومات القديمة وحلت مكانها، وترتب على ذلك تغير مشاعري تجاه اللون الأحمر بحيث أصبحت مشاعر حيادية عوضاً عن مشاعر كُره.
وبناء عليه تغير سلوكي تجاه لبس اللون الأحمر، فأصبح ممكناً بعد أن كان مرفوضاً جملةً وتفصيلاً.
هذه الطريقة تنطبق على جميع السلوكيات في الحياة، ومن ذلك سلوكك أثناء تربية أطفالك لذلك احرصي على مراجعة أفكارك التربوية باستمرار والتأكد من معرفة الآثار المترتبة عليها قبل رؤيتك لهذه الآثار كواقع في حياتك في حال كانت آثار سلبية لا ترغبين في رؤيتها.