صحة الأطفال

الـتأديب الجسدي يؤثر على الأطفال على المدى البعيد.. الأسباب؟

الـتأديب الجسدي يؤثر على الأطفال على المدى البعيد.. الأسباب؟
النشر : يناير 08 , 2023
آخر تحديث : يناير 08 , 2023
آية صرصور، أم لطفلتين٬ فلسطينية٬ كاتبة محتوى باللغة العربية ومترجمة من اللغة الإنجليزية إلى اللغة العربية وبالعكس٬ كما أنها خبيرة في التسويق... المزيد

يعتقد الكثيرون من الأهالي أن الضرب هو إحدى الوسائل الفعالة في تربية الأطفال، وهناك الكثير من الأمثال الشعبية في ثقافتنا الشرقية، والتي تحفز وتعزز سلوك الضرب والتأديب الجسدي للأطفال، مثل العصا من الجنة، واضربوهم سبعاً!

ويشعر الوالدان في كثير من الأحيان بالضغط المجتمعي في اعتماد هذه الوسيلة في التأديب، وعلى الرغم من انتشار الكثير من النصائح والتي تبين عدم فعاليتها، إلا أنها ما زالت منتشرة بشكل كبير، وبحسب جمعية علم النفس الأمريكية، ظهرت حديثاً دراسة جديدة توضح أن التأديب الجسدي للأطفال من قبل الوالدين ومقدمي الرعاية يمكن أن يضر بالصحة العقلية للأطفال، وربما يزيد من ميلهم نحو السلوك العدواني.

وتشير الأبحاث إلى أن التأديب الجسدي ليس فعالًا في تحقيق الأهداف طويلة المدى للوالدين المتمثلة في تقليل السلوك العدواني لدى الأطفال أو تعزيز السلوك الحسن وتحسين تفاعل الأطفال الاجتماعي واكتسابهم المهارات الجيدة، وتوضح الأبحاث النتائج السلبية المرتبطة بالتأديب الجسدي، ومن أهمها تعليم الأطفال اعتماد الضرب والعنف في حل النزاعات والمشاكل، حيث يأخذ الأطفال أغلبية سلوكياتهم من الوالدين، وقد وجد الباحثون أن الصفع يمكن أن يرفع مستويات العدوانية لدى الطفل وكذلك يقلل من جودة العلاقة بين الوالدين والطفل، كما وثقت دراسات أخرى أن التأديب الجسدي يمكن أن يتصاعد إلى سوء معاملة، كما ارتبط العقاب الجسدي القاسي بزيادة احتمالات الإصابة باضطرابات المزاج واضطرابات القلق وتعاطي الكحول والمخدرات وعدة اضطرابات شخصية في 2% إلى 7% من الحالات التي تمت دراستهم.

وأدناه 8 أسباب كي لا تستخدم العقاب الجسدي:

  1. لا يعتبر الضرب أسلوباً فعالاً في التأديب، ويؤدي إلى الشعور بالخوف والارتباك، ولكنه لا يمنع الطفل من تكرار السلوك الذي أدى إلى استخدام الضرب في المقام الأول.

 

  1. يعلّم الضرب الأطفال أنه من المقبول استخدام القوة الجسدية عندما تكون غاضبًا، فليس من المستغرب أن يكون الأطفال الذين تعرضوا للضرب أكثر عدوانية من الأطفال الذين لم يتعرضوا له، حيث إن مشاهدة الآخرين يتصرفون بعدوانية تؤدي إلى سلوك عدواني.

 

  1. الأطفال الذين تعرضوا للضرب لديهم احتمالية أكبر للإصابة بالقلق والاكتئاب من الأطفال الذين لم يتعرضوا له، حيث وجدت الأبحاث التي أجريت باستخدام التصوير بالرنين المغناطيسي لدراسة أدمغة الأطفال أن الأطفال الذين تعرضوا للضرب لديهم استجابات عصبية (دماغية) للمنبهات المهددة المشابهة للأطفال الذين تعرضوا لأشكال أشد من سوء المعاملة.

 

  1. يتذكر الأطفال تعرضهم للضرب، مما يمكن أن يجعل من الصعب عليهم تكوين روابط عاطفية قوية مثل البالغين.

 

  1. لوم الذات والشعور بالمسؤولية عن التعرض للأذى أو إصابة الآخرين.

 

وهناك طرق أكثر فاعلية لتأديب الطفل ومنها:

  1. تعزيز السلوكيات الإيجابية دائماً ولفت النظر إليها أكثر من السلوكيات السلبية.
  2. بعض أخصائيي التربية يوصون باستخدام طريقة الوقت المستقطع أي إبعاد الطفل عن الموقف والطلب من الجلوس بهدوء للتفكير بالموقف. الوقت المستقطع لا يعني أن نعزل الطفل عنا. من الجيد أن يرانا وبعد انتهاء الوقت تحدثي معه واشرحي ما حدث.

 

كما أن الضرب ليس الطريقة الوحيدة التي يمكن أن نؤذي بها أطفالنا. يمكننا أن نؤذيهم بالكلمات التي تُقال مثل الشتائم والصراخ والتحقير بهم كأشخاص، ويمكننا أيضًا أن نؤذيهم بالقتال والجدال أمامهم. حيث تظهر الأبحاث أن آثار الإساءة العاطفية والنفسية يمكن أن تكون ضارة وطويلة الأمد مثل الإساءة الجسدية. في مثل هذه الظروف، يكبر أطفالنا على الاعتقاد بأن الإساءة وسيلة لحل المشاكل. فالأطفال هم مجرد بشر لم يكبروا بعد، ولديهم الكثير ليتعلموه، وكآباء، يمكننا تعليمهم الكثير. يمكننا أن نعلمهم أن بعض السلوكيات غير مناسبة.

 

 

 

المراجع: 

https://www.apa.org/news/press/releases/2019/02/physical-discipline

 

 

مواضيع قد تهمك

الأكثر شعبية