نصائح عن الصحة
ما هو العمر العقلي وكيفية حسابه
يحسب وجودنا على هذه الأرض بعدد السنين والأيام والساعات التي نعيشها، وهو ما يعرف بالعمر الزمني، أي منذ ولادة الشخص حتى مماته يكون عمره الزمني، وهناك العمر البيولوجي للفرد، والذي يشير إلى عمر الجسم وعمله، ويتم تحديده من خلال مجموعة من الحقائق القابلة للقياس مثل الوزن ووظيفة القلب، بينما يُحسب العمر العقلي للفرد عن طريق قياس أداء العقل ويتم تعريفه على أنه درجة أداء الإدراك وهناك العديد من الاختبارات المتاحة لقياس الإدراك، والمعروفة باختبارات العمر العقلي، ويعتبر اختبار الذكاء هو أكثر الطرق شيوعًا لقياس العمر العقلي للفرد، وقد يكون هناك اختلاف بين العمر الزمني والعمر العقلي، فقد يوجد إنسان يعاني من تأخر في العمر العقلي، فيقل عمره العقلي عن العمر الزمني والعكس صحيح.
كيفية حساب العمر العقلي؟
يتم حساب العمر العقلي للطفل أو الشخص من خلال قسمة نتائج الفرد في اختبار الذكاء متوسط الدرجات لأشخاص آخرين من نفس العمر مضروباً في سنوات عمر الطفل الزمني. وبناء على ذلك، فإن الطفل البالغ من العمر 4 سنوات الذي حصل على 150 درجة في اختبار الذكاء، بينما متوسط درجات الآخرين هو 100 درجة، سيكون له عمر عقلي 6، يتم حسابها على النحو الآتي: (150/100) × 4 = 6، والشخص أو الطفل الذي يتطابق عمره العقلي مع عمره الزمني يكون لديه معدل ذكاء 100 أو ذكاء متوسط، ويمكن حساب معدل الذكاء للطفل كما يلي: 100 ×4/6 سيكون الناتج هو 150 وهو أعلى بكثير من المتوسط.
وهناك الكثير من أنواع الاختبارات التي يتم اللجوء إليها لقياس العمر العقلي للفرد ومنها:
- اختبار ستانفورد بينيت: وهو اختبار قدمه الأستاذ الجامعي لويس تيرمان في جماعة ستانفورد، محاولاً تطوير نظرية أو معادلة الفرد الأصلية والمعروفة، وهو الاختبار المناسب للأطفال دون الكبار، وهو يعتمد على قياس 5 مراكز أساسية في عقل الطفل.
- اختبار ويتشرلز: وهو الاختبار الأكثر انتشاراً، حيث يعمل على قياس القدرات العقلية، ولكنه مناسب أكثر للأشخاص البالغين عن صغار السن.
ومن خلال هذا الاختبارات، يتم دراسة وتقييم القدرات التالية:
- القدرة على القيام بالتحليل المنطقي وفهم العلاقات المتداخلة الملموسة والمجردة.
- القدرة على استخدام الكتل لتحليل وإعادة إنتاج التصاميم المجردة؛ العمل من الكل إلى جزء وإعادة الإعمار.
- القدرة على إدراك نموذج ثلاثي الأبعاد وترجمته إلى نموذج خطي.
- مهارات الإدراك البصري والتنظيم والاستدلال باستخدام المواد غير اللفظية المعروضة بصريًا.
- البراعة المطلوبة للتسلسل العقلي والتلاعب العقلي للمعلومات.
- القدرة على تنظيم الانتباه والذاكرة السمعية قصيرة المدى والتصوير البصري المكاني وسرعة المعالجة.
مما يعني أن عمرك (حسب التسلسل الزمني) لا علاقة له بمدى ذكائك. من الواضح أن هذا هو أحد الأسباب النفسية التي تجعل بعض البالغين يفكرون مثل الأطفال وبعض الشباب أو المراهقين يفكرون بشكل أفضل من بعض البالغين. ويُظهر الأشخاص الذين يتمتعون بذكاء أعلى من المتوسط درجة عالية ومنخفضة جدًا في جوانب معينة من ذكائهم مقارنة بالأشخاص ذوي الذكاء الأقل من المتوسط.
ولطالما ركزت اختبارات الذكاء على قياس قدرتين فقط وهما التواصل اللغوي والتفكير المنطقي واللتان اُعتبرتا مؤشري الذكاء الوحيدين والمعتمدتين في اختبارات الذكاء، إلى أن وضع عالم النفس هاورد غاردنر عام 1983 نظرية الذكاءات المُتعددة، وقد بين من خلالها وجود أنواع مختلفة للذكاء ومنها:
- الذكاء المنطقي
وهي القدرة على حل المشكلات وغالبًا ما ترتبط بنوع من الذكاء غير اللفظي، والأطفال الذين يتمتعون بهذا النوع من الذكاء يجيدون حل الألغاز أو ألعاب الدماغ والعد أو إجراء العمليات الحسابية، وحل المشكلات الاستراتيجية.
- الذكاء اللغوي
الأطفال الذين يتمتعون بهذا النوع من الذكاء ماهرين ولديهم تفضيلات لأنشطة مثل القراءة والتحدث ورواية القصص والنكات وكتابة القصائد وتعلم اللغات ولعب ألعاب الكلمات.
- الذكاء المكاني
يُظهر هذا النوع من الذكاء أنماطًا تثبت قدرة الطفل على التفكير بطريقة ثلاثية الأبعاد، أي أن الأشخاص الذين يطورون الذكاء المكاني جيدون في حل المشكلات المكانية مثل الرسم والتلوين أو قراءة الخرائط أو النظر إلى الصور أو حل المتاهات أو ممارسة ألعاب البناء.
- الذكاء الموسيقي
إنه نموذجي للأطفال ذوي القدرة الفطرية على تعلم الأصوات المختلفة، والتي تترجم إلى قدرة كبيرة على الغناء والاستماع إلى الموسيقى والعزف على الآلات وتأليف الأغاني والاستمتاع بالحفلات الموسيقية واتباع الإيقاعات المختلفة ويمكنهم بدون صعوبة حفظ الأغاني والنغمات.
- الذكاء الجسدي الحركي
وهو القدرة على استخدام الجسد كله في التعبير عن الأفكار والمشاعر، والأطفال الذين يظهرون ذكاء حركي جيدون في الرقص والتمثيل وتقليد الإيماءات والتعبيرات وممارسة الرياضة والجري والحركة والقفز.
- الذكاء الطبيعي
هو قدرة الطفل على قراءة وفهم الطبيعة والكائنات الحيّة، فالطفل الذي لديه هذا النوع من الذكاء يتمتع بوعي وشعور قوي تجاه الكائنات الحية وحتى الجمادات من حوله.
- الذكاء الشخصي
هو قدرة الطفل على التأمل الذاتي مع إحساس قوي باحتياجاته الخاصة وقيمته الذاتية، ويستطيع هذا الطفل أن يُحدد أهدافه بشكل فعّال ويحب العمل بمفرده في بعض الأحيان.
المراجع:
https://www.britannica.com/topic/mind
https://pubmed.ncbi.nlm.nih.gov/7760725/
https://www.bionity.com/en/encyclopedia/Mental_age.html
https://konshius.com/mental-age-vs-chronological-age-what-is-our-education-system-designed-to-assess/