الأطفال 6-11 سنة
يمكنك تحسين خط يد طفلك في أي وقت..تعرفي على الطريقة!
شاع بين أولياء أمور الطلبة أن جمال خط اليد ووضوحه موهبة، وإذا تجاوز الابن أو البنت مراحل التعليم الأساسية، ولم يتمكن من الكتابة بخط يد واضح، فإن قطار التحسن والتعديل فاته، فتحسين الكتابة مرتبط بالموهبة أو المراحل الأولى في التعليم.
الدراسات التربوية ودراسات علم نفس النمو تؤكد أن المهارات التي يتدرّب عليها الطلبة مدة كافية وبشكل عميق سيستطيعون تأديتها في مراحلهم العمرية المختلفة، والكتابة الواضحة بخط اليد واحدة من هذه المهارات التي إذا تدرب عليها الطلبة بشكل كاف وعميق، ومدة زمنية مناسبة فإنه يمكن أن تتطور وتتحسن، وهذه المهارة لا تلغيها بأي حال من الأحوال الأجهزة الحديثة، واضطرارانا للطباعة، وعدم الحاجة للكتابة في ظل التبادل الإلكتروني للمعلومات والأفكار، إذ تبقى الكتابة بخط واضح مقروء من مميزات شخصية الإنسان، وخط اليد الجميل يترك انطباعًا على قوة شخصية صاحبه وثقته العالية بنفسه، ويقع على المعلمين والمعلمات بدعم الأهل والأسرة دفع الطلبة لجعل الكتابة بخط اليد واحدة من المهارات التي ينبغي امتلاكها حتى ولو لم يضطروا لاستخدامها بشكل يومي.
لا نقصد هنا أن يصبح الناشئة خطاطين، يعرفون الأشكال المختلفة للخطوط العربية، وتاريخ تلك الأنواع ومجالات استخداماتها، ويتقنون الكتابة باستخدامها كلّها، بل المقصود الكتابة بخط اليد الواضح المقروء دون عناء، ودون ارتباك القارئ أمام الكلمات المكتوبة وتعثره في فهمها، وهذا الأمر مهم وضروري وأساسي، والنكات التي نطلقها حول خطوط الأطباء غير الواضحة في وصفات العلاج لا تكاد تتوقف، حتى صار الأمر مزعجًا لبعض الأطباء الرافضين تعميم هذه الظاهرة، فراحوا يصورون الوصفات الطبية التي يسطرونها بخطوط مقروءة وواضحة، وينشرون تلك الصور في صفحاتهم في مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة، إضافة إلى أن الخط غير المقروء قد يكون السبب الأول في الحرمان من علامة أو درجة أو ترقية؛ لأن المصحح لم يستطع قراءة الخط بصورة جيدة، ولم يفهم المراد من المكتوب فكانت استجابته محبطة لصاحب الخط المكتوب.
الأمر بحاجة لتدرب عميق مدة زمنية كافية.
- الجلسة المريحة للكتابة عامل مهم في هذا المجال، لذلك قد ترى طالبًا يجلس بطريقة مختلفة في مقعد الدرس أثناء الكتابة، وهو هنا ليس مشاغبًا، بل جلس بالشكل المريح له كي يكتب، وكي يتجنب الضغط القوي على الورقة فيما لو فرضت عليه طريقة محددة في الجلوس قد لا تلائمه، وهذا الأمر ليس معناه وضع الورقة على الرجل للكتابة، فهذه الجلسة غير ملائمة البتة للتدرب على الكتابة بخط جميل أو مقروء.
- إمساك القلم بالطريقة الصحيحة، وتوجد تمارين كثيرة باستخدام الرمل أو المعجون أو الخيوط لتحقيق التآزر الحركي الذي يضمن طريقة صحيحة لإمساك القلم.
- الورق المخطط والمسطر يسهم في جعل الخط أوضح وأجمل، ويضفي لمسة جمالية واتساقًا في المسافات المتشابهة بين السطور، إضافة إلى الكتابة بعيدُا عن التعرج والتداخل والميلان الذي قد يدفع القارئ لإمالة رأسه أو إمساك الورقة بشكل مائل.
- ركز حركتك بذراعك وليس في كف اليد؛ لأن هذه الأمر قد يصيب اليد بالإرهاق، فأنت ستكتب بخط مقروء واضح ولست مضطرًا للزخرفة والتفنن، إضافة إلى ضرورة تثبيت الورقة باليد الأخرى؛ كي لا تتحرك وتؤثر في جودة الخط.
- اكتب باستخدام أنواع مختلفة من الأقلام، وراوح بين الحبر والرصاص، ومهما كان القلم الذي تكتب به فاحرص ألا تضغط على الورقة بشدة؛ كي لا ينكسر رأس قلم الرصاص، أو يفيض الحبر وتتمزق الورقة.
- احرص على ترك مسافات متساوية نوعًا ما بين الكلمات، وبإمكانك هنا أن تدرب نفسك على استخدام مقدار حرف أو حرفين بين الكلمات، ودون أن تظهر وكأنها كلمات متباعدة.
- حدد وقتًا أسبوعيًا للكتابة بخط اليد، وأجهل هذا الأمر ضمن اهتماماتك؛ كي يصل مستوى العادة التي تمارسها بلا ملل، وليست في الوقت نفسه مفروضة عليك، فجعلا لخط جميل مقروءا بحاجة إلى صبر وتأن ولا يحدث بين يوم وليلة، واحرص أن تؤدي هذه العادة وأنت بمزاج جيد.
في النهاية لا تتوقف عن الكتابة، فالبقاء على تواصل دائم بهذه العادة يحسّن خط اليد ويجعله أكثر وضوحًا، ولا تظن بأي حال من الأحوال أنه مطلوب منك أن تكون خطاطًا، بل يكفي أن تكتب بخط جميل مقروء، لا يجد القارئ عناء في فهمه وتبيان كلماته.