نصائح عن نوم الأطفال
كيف تحافظين على روتين نوم طفلك في المناسبات والتجمعات
مع كل التجمعات العائلية والاحتفالات وخطط السفر التي نقوم بها مع عطلة نهاية العام، يتخوف العديد من الأهالي من أن نوم أطفالهم سيتأثر بشكل سلبي، خاصة أولئك الأهالي الذين اتخذوا لأطفالهم روتين نوم يومي محدد، فيشعرون بالقلق والخوف من عدم قدرتهم على الحفاظ على عادات نوم أطفالهم الصحية.
في الحقيقة، إن جميع هدايا بابا نويل وكل مظاهر الاحتفال نهاية العام لن تجعل طفلك الذي يشعر بالنعاس والتعب سعيداً!
لكن الخبر الجيد هو أن الأمور لا يجب أن تكون كذلك! فمع شيء من الإرادة والتخطيط الجيد، يمكنك المحافظة على روتين نوم طفلك إلى حد قريب جداً مما كنت تفعلين في منزلك.
هناك عائقان رئيسيان أمام نوم طفلك في أيام العطلة والأعياد هما: السفر والتجمعات العائلية.
أولاً: السفر
إذا كنت تفكرين في البدء بتدريب طفلك على روتين نوم محدد، وتصادف ذلك مع رغبتك في الذهاب في رحلة إلى مكان ما، فإن اقتراحي هو تأجيل التدريب حتى تعودي من الرحلة.
أما إذا كنت قد بدأت مع طفلك بنظام وروتين نوم محدد، فإن خروجك في رحلة لن يكون نهاية العالم ولن تخسري كل الجهد الذي بذلته مع طفلك، بشرط أن تحافظي على بعض مظاهر حياتك الاعتيادية حتى نهاية رحلتك.
فطفلك يجب أن يكون مستعداً للعودة إلى كل العادات الجيدة بمجرد عودتك إلى المنزل.
لأوضح لك ذلك أكثر..
من المهم أن الإشارة أيضاً إلى أن بعض الأطفال يتعاملون مع السفر بشكل أفضل مقارنة بغيرهم، لكن بشكل عام، السفر مع الأطفال الصغار ليس بالأمر السهل.
وإذا كنت تسافرين مع أطفالك جواً، فأنا أشعر بك تماماً!
افعلي كل ما تحتاجينه لتخففي من حدة قلقك وتوترك من الموضوع، وحاولي عند اختيارك للرحلة الجوية أن تختاريها في وقت مبكر صباحاً، لأنه عندما يسافر الأطفال بعد قسط جيد من النوم يكونون أفضل في تعاملهم مع السفر.
ولأكون صريحة معك، إذا كان أطفالك لا يريدون النوم خلال رحلة الطيران، فهم لن يفعلوا ذلك، لذا لا تحاولي إجبارهم على النوم! فهذا سيولد المزيد من التوتر لك ولأطفالك وللمسافرين من حولك أيضاً.
أما السفر براً، فأنا أقترح أن تسافري في وقت قيلولة طفلك لينام خلال جزءٍ كبير من الرحلة. وقد تبحثين عن بعض المتنزهات والمناطق السياحية وأماكن النشاطات الموجودة في طريقك، وهذا يجعل قيلولته التالية أسهل. ومن الأفضل أن تكون أغلب الرحلات صباحية.
والآن وقد وصلت بعد رحلة سفر طويلة إلى بيتك، يؤسفني أن أقول لك أن الجزء الصعب يبدأ هنا.
ثانياً: الاجتماعات العائلية
أنتِ الآن في منزل العائلة الكبير والجميع يريد ان يبقى الطفل مستيقظاً ليلعبوا معه ويداعبوه ويأخذوا معه الصور، وأنت يكون من الصعب عليك أن تقطعي أوقات المرح هذه لتفهمي الجميع أنه قد حان موعد نوم طفلك.
لكني أقولها لك الآن، كوني ذلك الشخص الذي يفسد هذه اللحظات، فلا مجال للنقاش أو المجادلة عندما يتعلق الأمر بموعد نوم طفلك!
كوني حازمة واشرحي للجميع مسبقاً متى يمكنهم اللعب مع الطفل حسب جدوله اليومي، وأن نوم طفلك هو من أهم أولوياتك، ولن تسمحي لأي شيء أن يفسد جدوله وروتين نومه بعد أن بذلت الكثير من الجهد لجعل طفلك يلتزم به.
أعلم أن الأمر يبدو قاسياً بعض الشيء، لكني لا أشعر بأي سوء حيال ذلك! فالبديل هو إما تراجع إلى اليوم الأول الذي بدأت فيه بتدريب طفلك على روتين النوم، وإما الفوضى في نظام طفلك الذي كنت قد رتبته بشكل جيد.
فالطفل عندما تفوته قيلولة، يصبح متحمساً بسبب كل الوجوه الجديدة التي يراها، ويبدأ بعد ذلك بالإحساس بالتعب، فترتفع مستويات الكورتيزول لديه، ولا يستطيع الطفل أخذ قيلولته الثانية، وبالتالي يزداد التعب والإرهاق لديه، مما يؤدي إلى اضطراب نومه ليلاً، وقبل أن تدركي ذلك، تجدين نفسك وقد عدت إلى منزلك وأنت تستمعين إلى بكاء طفلك المتواصل طوال الطريق.
وأنا لا أبالغ هنا! فهذا يحدث حقاً وبسرعة للأطفال والرضع الذين لا يعتبر النوم أحد مهاراتهم.
حسناً! أنت الآن لا تتساهلين في برنامج وروتين نوم طفلك، وهو يأخذ القيلولة في أوقات محدد، لكن عندما يجيء وقت النوم وكنت في منزل العائلة الكبير، يفضل أن تكون هناك غرفة واحدة لك ولطفلك فقط. ففي النهاية ماذا سيحدث لو أنك شاركت طفلك النوم لبضعة ليالي! لاشيء.
أتمنى لو كان ذلك صحيحاً، لكن يمكن للأطفال أن يعتادوا النوم المشترك خلال ليلة واحدة فقط.
لذا، إذا كنت تشاركين طفلك الغرفة، أقدم لك هذه مجموعة من النصائح البسيطة.
يجب أن يكون الطفل أو الرضيع دائماً في مكان نومه المخصص، الذي قد يكون سريراً أو مهداً أو فرشة حسب عمر الطفل وما يناسبه، العمر الوحيد الذي يمكن فيه للنوم المشترك أن لا يؤثر على نوم الطفل هو 4 سنوات فأكثر. في هذا العمر يمكنك أن تشرحي لطفلك أن هذه الطريقة في النوم هي مؤقتة.
حوّلي الغرفة المشتركة إلى غرفتين!
هنا أقترح أن تعلقي بطانية بين سريرك وسرير الطفل أو ضعي قاطع خشبي كالذي يستخدم لتبديل الملابس أو غيرها من أفكار تقسيم الغرف التي يمكنك التفكير بها. بهذه الطريقة لن يخشى الطفل من فكرة عدم رؤيتك، وسيصبح أقل عرضة للاستيقاظ عند دخول أو خروج أحد من الغرفة.
شيء رئيسي آخر عليك الاهتمام به هو شدة العتمة في الغرفة، تأكدي من أن تكون الغرفة مظلمة بشكلٍ كافٍ في الصباح، وإن لم تكن كذلك أحضري مظلة أو أي شيء آخر يمكنك إيجاده لحجب أشعة الشمس في الصباح الباكر.
يمكنك محاولة إلصاق أكياس النفايات السوداء أو ورق الصحف على النوافذ، سيبدو ذلك جنونياً ولكن إذا كان الشيء الوحيد في المتناول فعليك تجربته! وربما يبدو المكان فوضوياً بعض الشيء، لكن من يأبه لذلك نوم طفلك أهم!
كما أن نوم طفلك لا تقبلين الاستثناءات أو النقاش فيه، كذلك تكون جميع العادات الأخرى المتعلقة بالنوم. فقد تجذبك فكرة إعطاء اللهاية لطفلك أو هزه حتى ينام لأنه يسبب الإزعاج لكل من في المنزل. لكن سيعتاد طفلك على هذا الشيء بسرعة كبيرة لتصبحي تستيقظين من نومك كل ساعة أو اثنيتين لهزه أو إعطائه اللهاية حتى ينام. الأمر الذي سيزعج جميع من في المنزل أكثر من بكاءه الساعة السابعة مساءً مثلاً.
في الواقع، عادةً ما تكون أول ليلتين في المكان الجديد هما الأصعب بالنسبة للأطفال، لكن لمساعدتهم على الاستقرار بشكلٍ أسرع عليكِ بالحفاظ على روتين النوم كما اعتادوا عليهم في المنزل قدر الإمكان.
والأهم من ذلك عدم السماح لأي شخص آخر (الجدة ، العمة ....) بالقيام بروتين وقت النوم وذلك لتقليل التغيرات على الطفل قدر الإمكان.
والعنصر الأساسي الأخير لتحقيق استقرار أفضل هو فصل طفلك عن صخب المنزل قبل 15-20 دقيقة من بدأ روتين النوم بحيث تكون هذه المدة كافية للهدوء.
وأجد أن السبب الأكبر لاستسلام الأمهات وعودتهن للحلول السهلة في النوم كالهز وغيرها هو كونهن محرجات، فهذا المنزل مليء بالعيون التي تترقب الطفل الجديد والأم الجديدة معه أيضاً، مما يترك شعوراً لدى الوالدين بأنهما مراقبان من الجميع ويتم الحكم على طريقة تربيتهما لطفلهما.
يصبح هذا الأمر صعباً خلال هذه التجمعات العائلية، لكن في مثل هذه اللحظات تذكري ما يهم دائماً. طفلك وصحته ورفاهيته.
ربما يشعر بعض الأقارب بالاستياء لأنك تأخذين الطفل إلى النوم عند وصولهم، لكن تذكري بأنك تقومين بذلك من أجل هدفٍ نبيل جداً.
لذا تشجعي وتذكري بأنك بطلة تدافع عن نوم من لا يزال صغيراً جداً ليدافع عن نفسه، وغالباً ما يساء فهمك من قبل الناس، لذا، تجاهليهم وامضي في مهمتك.