قصص أمهات
عزيزتي الأم.. اتبعي قلبك هو سيرشدك
في زمننا هذا أصبح الوصول لأي معلومة يستغرق دقائق إن لم تكن ثوان.. كل شيء سهل عبر الإنترنت ووسائل التواصل الإجتماعي..
كان ذلك حافزاً لأُبحِر في أي موضوع خاصةً إن كان يخص التربية وأساليب التعامل مع أبنائي.. كنت أشعر أن الوقت الذي أقضيه في قراءة مقالات أو مشاهدة فيديوهات ومتابعة حسابات الأمهات عبر المنصات المختلفة هو وقتٌ ممتع مليء بالدافع الإيجابي والتحفيز.
لكن كما يُقال: "اللي بزيد عن حدّه بنقلب ضده"
بدأ التحفيز بالتلاشي وحلَّ محله الشعور بالإحباط لعدم القدرة على مواكبة هذه الدوامة والكم الهائل من الدراسات والمعلومات.. الشعور بالتقصير أفقدني لذة الاستفادة..
مشاركة الخبرات والفائدة أمر ممتع ومهم لكني كأم عادية تأخذ استراحة لدقائق خلال يومها تتصفح فيها مواقع التواصل الاجتماعي، أجدني أتخبَّط بين عشرات الحسابات التي تتناول وجهات نظر مختلفة بتفاصيل رهيبة
معظمها إن لم تكن كلها مليئة بالمثالية وتناقش مواضيع في كل جوانب الحياة (مثل نوبات الغضب، إدخال الطعام للأطفال، التحفيز والعقاب، طفرات النمو، روتين النوم، التربية والاحترام، التربية بالمونتيسوري أو والدورف.. وغيرها الكثير)
حتى أبسط تصرفاتنا العفوية مع أبنائنا مليئة بالنقاشات والانتقادات.. التي بدورها تزيد الحمل والضغط علينا كأمهات أحياناً..
ما دفعني للكتابة هو مقال قرأته عن تنظيم نوم الأطفال في موقع Motherly.. لم يقدم الطريقة السحرية المُثلى وإنما عرض دراسات مختلفة دون تحيز، وانتهى باقتباس رائع يشير إلى أن الأم تعرف الحل المناسب بقلبها، وقد جاء على لسان أخصائية النوم ريتشل جورتون ومفاده:
"ذكرني ذلك بالدور الأساسي والمهم الذي ألعبه في حياة طفلي، ليس في أفضل الأوقات وحسب وإنما كوني الشخص الذي يمنحه الثقة في حياته كلها، أنا الثابت الوحيد بالنسبة له. فأنا الشخص الذي ينظر إليه إذا شعر بالخوف، طفلي ببساطة يشعر بالأمان معي، لذا فأنا أستطيع أن أمنحه الأمان والاطمئنان بأن كل شيء سيكون على ما يرام وأن عليه أن يسترخي ويتنفس بعمق وينام بهدوء"
لا تَهُم الدراسات ولا يوجد هناك حل مثالي دائماً.. الأم بقلبها تستطيع أن تجد الحلقة المفقودة التي تلائم أبناءها أكثر من غيرهم من الأطفال..
علينا أن ندرك أن لكل منا ظروفه الخاصة.. بيئته ومحيطه.. نقاط ضعفه وقوته..
ولكل طفل شخصيته المستقلة المميزة التي لا تتماشى مع تطبيق قواعدٍ ثابتة تبعاً لظروف أشخاصٍ آخرين مختلفين أو متشابهين لكنهم بالتأكيد غير متطابقين معنا..
فمعظم المشاكل التي مررت بها مع طفلي الأول لم أجد لها حلاً واحداً مثالياً.. لكنه كان دمجاً بين مختلف المصادر والدراسات وتجربتي للعديد من الطرق المختلفة.. لأصل في النهاية لحلٍ قد لا يكون الأنجح لكنه كان الأنسب..
ما زلتُ مع الاستفادة والتعلم ومتابعة الشخصيات (الأكثر واقعية)، ولكن ضمن إطار محدد يلائم ظروفي كأم ومع إضفاء لمسة خاصة تناسب حياتي وحياة أبنائي.. وبالقلب تعرف الأم أكثر