قصص أمهات
ويردد قلبي: اجعله يا الله بسمة...
براءة الأطفال وعفويتهم تزيل الهموم عن قلوبنا... كلمةٌ صادقة منهم تحيي في نفوسنا أملاً جديداً... وبضمة حنونة نملك الدنيا بين أذرعنا..
نسعى دائماً ان يكون أولادنا أنجح منا، نرى بهم طموحات عجزنا أو تأخرنا بتحقيقها.. نريد لهم أن يكونوا الأفضل ونريد لهم الأفضل..
مع (عُمر) أحاول تعزيز فكرة فيه عن طريق الدعاء وربطها بعلاقتنا مع الآخرين... أركز بدعائي له منذ صغره على (الله يجعلك بسمة لكل من عرفك) حتى أصبح يدعو به لنفسه...
أن يكون بسمة تعني أن يُدخل الفرح على قلوب من حوله بأبسط الأمور، أن يهتم، أن يُحب، أن يعبِّر، أن يعطي، أن يقدِّر، أن يشعر، أن يشكر...
بدايةً يجب أن يشعر بلذتها قبل أن يبادر بها بنفسه ويرى أثرها على من يتلقَّاها..
نطبق ذلك تدريجياً وروتينياً وبطرق مختلفة أولها أن يطلب ما يريد مع ابتسامة لتلبية طلبه.. ثم بدأت أشعره بأهمية الأشياء الجيدة التي يقوم بها وكيف أنها تسعدني وبالعكس فأصبح يهتم بإسعادي وإسعاد والده... ووسعنا النطاق أكثر من خلال شرح المناسبات والأحداث المهمة في حياة أقاربنا ومن حولنا ونخطط معه المفاجآت لهم وشراء الهدايا...
نربط قصص قبل النوم بعفوية مع أحداث ممكن أن يمر بها ونجعل فيها بطلاً يحرص على حل المشكلة وإسعاد الشخصيات الأخرى... كما نجعله يشاركنا التبرع بالصناديق المتواجدة بالمولات رغبةً بإسعاد أطفال فقراء أو لشفاء آخرين مرضى... تتعدد التطبيقات وتتفاوت ببساطتها وأشكالها...
نشر الفرح والبسمة عمل عظيم، نفتقده بالرغم من حاجتنا الملحة له... أن نربي جيل يضع غرس البسمة أولوية سيغيِّر الكثير، ستتسع الصدور، ويتوزَّع الحِمل الذي يُهلِك الكثيرين، ستتآلف القلوب وتعم المودة والرحمة بتفاصيل يومنا...
يوماً ما -بإذن الله- سيكبر (عُمر) ويختار المسار الذي يريده مهما كان... لكني سأسعى دوماً أن يكون مميزاً فيه وبسمةً لكل من سيعرفه...