مذكرات
مذكرات حمل لبنى: ما شعرت به خلال الشهر الثاتي
بقلم: لبنى غزاوي
في الشهر الثاني من رحلتي لم يختلف كثيراً عن الشهر الأول، فمقاس الثياب والحياة اليومية لم يختلفا أيضاً. الشيء الوحيد الذي تغير هو بدئي في اشتهاء مأكولات معينة، ولكن ليس لدرجة ما تصوره المسلسلات العربية التي لم تتوانى بأن تجعل من المرأة الحامل حالة هستيرية تعاني من فجع لا منطقي وتطلب مأكولات من موسم آخر وعلى الزوج السفر إلى بلاد واق الواق حتى يحضر لها ما تريد. في الحقيقة، هي مجرد رغبة للأكل كرغبة أي شخص عادي. وبالطبع، أنا لا أؤمن بأن الحامل إذا لم تأكل ما اشتهت فإنه سيؤثر على الجنين أو كما يقال لدينا "رح تطلع بعين الولد"، فلم أقلق من هذه الناحية.
الشهر الثاني يكون طول الجنين حوالي ٢,٤٥ مم أي ما يقارب حجم حبة التوت البري في هذا الشهر بدأت بارتداء ملابس فضفاضة حتى ينمو الطفل بشكل طبيعي ومريح بناءً على نصيحة إحدى معارفي والتي اتضح أنها صحيحة. لذلك، أنصحك باتباعها أيضاً.
ما استجد عليّ في الشهر الثاني أيضاً هو الذهاب إلى الحمام كل 5 دقائق، الهرمونات تؤدي إلى زيادة استخدام الحمام مع العلم بأن الحمل يؤدي إلى الإمساك الشديد الذي يصعب التخلص منه حتى مع الخضراوات والفاكهة، ومن هنا تبدأ رحلة الشكر والحمد على أشياء كنت آخذها من المسلمات، كأن استيقظ في الوقت المناسب للعمل، ألا أقع فريسة مزاجي وألا أجهش بالبكاء من دون أي سبب حقيقي، أن أشرب كأساً من الماء دون الحاجة إلى إفراغه مباشرة، أن آكل السكر أو الملح دون الشعور بأنني سوف أفرغ ما في أحشائي خلال 3 دقائق، كل هذا جعلني أشعر بفضل الله علي في الأيام التي سبقت الحمل. ومن هنا أصبح لمعنى كلمتي عادي وطبيعي معان مختلفة، أشعر بالسعادة إذا استمر اليوم دون أن أغفو خلال القيادة وأن أبقى في كامل تركيزي.
صورة لطفل لبنى من فحص الموجات الفوق صوتية في الشهر الثاني
قمت بالتسجيل في دورة تصميم جرافيكي من رغبتي بتعلم شيء أستطيع العمل به من منزلي؛ فأنا أحب العمل وأحب أن أكون إنساناً منتجاً، ولكني لن أضع أي شيء أمام أولوية كوني أم. فعمل الأم هو أعظم وظيفة على وجه الأرض، وكل يوم أراني أقطع على نفسي عهداً جديداً يتمحور حول كوني أم مثالية، أتمنى أن أستطيع تحقيق ربع هذه العهود. فكرت باتخاذ هذه الخطوة لأنه بجانب المسؤولية المعنوية التي تتجسد بإنجاب طفل على هذا العالم، فهناك مسؤولية مادية لا تقل هولاً. في هذا الشهر، بدأ التوتر المادي، أنصحك أن تكوني مستعدة، احسبي كم تتطلب الحياة اليومية وما يمكن توفيره. فلم أكن أنظر إلى أسعار ما أشتري قبل الحمل، فلم تكلف الحياة الكثير مع وجودي وزوجي وحدنا. ولكن، بعد الحمل صرت أفكر ملياّ وأقارن الأسعار على رفوف متاجر التسوق.
لذلك، قد تشعرين ببعض الضغوطات خلال الشهر الثاني، وقد تبدئين بالتذمر والشكوى من الأعراض. هذه الأعراض المزعجة يمكنها أن تنسيك جمال اللحظة ولكن تذكري؛ كل يوم يمر وأنت تحملين معجزتك الصغيرة في رحمك هو هبة من الله فاغتنميها، واستمتعي بكونك أم، الأمومة من المعجزات التي تحصل كل يوم وكل ساعة ولكنها المعجزة الوحيدة التي لا نعتاد عليها ولا نتوقف عن الشعور بالسعادة المطلقة اتجاهها.
دونت في مفكرتي هذه الأسئلة حتى أطرحها على طبيبتي أثناء زيارتي لها:
-
لماذا تعد معرفة فصيلة الدم ضرورة؟
-
كيف يمكنني علاج الإمساك؟
نصائحي لك في هذا الشهر:
-
لعلاج الإمساك
أنصحك بشرب الكثير من السوائل، وتناول الكثير من الخضراوات والفواكه والمأكولات التي تحتوي على نسبة عالية من الألياف مثل الشوفان، إلى جانب ضرورة الحركة خلال اليوم.
-
لتخفيف شعورك بالغثيان الصباحي
أنصحك بتناول أو شرب الزنجبيل، وتناول المأكولات الناشفة كالبسكويت والخبز، والموز أيضاً.
-
اغتنمي أي فرصة للراحة والنوم فإنهما يساعدان على نمو الجنين.
-
قد تشعرين بألم في منطقة البطن، السبب في ذلك هو توسع وتمدد الرحم وأربطته.
-
اعتني ببشرتك واعلمي على ترطيبها باستمرار حتى لا تخففي من آثار التشققات الجلدية (Stretch Marks).
كل شهر أسأل الأمهات حولي عن تجاربهن:
خلال الشهر الثاني لم يتغير مقاس ثيابي ولم أغير أي شيء في نظامي الغذائي. ما استجد عليّ هي أعراض الحمل؛ إحساس بالدوار، الخمول والنعاس. اختلفت هذه الأعراض بين حملي الأول والثاني.- فرح، أم لارا وسارة
خلال الشهر الثالث عانيت من الغثيان الصباحي ودوار صاحبهما التقيؤ. وللحصول على تجربة حمل صحية فقد قمت بممارسة رياضة المشي فقط، وحاولت اتباع نظام صحي يحتوي على الكثير من الفواكه والخضراوات وأكثرت من شرب الماء. كما قمت باختيار طبيبة أرتاح معها وقمت بتحميل تطبيق هاتفي ساعدني كثيراً لمتابعة حملي.- لينا
تابعي مذكراتي في الأشهر القادمة.