أخبار حول العالم
هل يؤثر الحمل على ذكاء المرأة وذاكرتها؟
كنت سابقاً أستطيع تذكر أسماء أعضاء الفرقة الغنائية التي أحبها، بل وأستطيع تذكر تواريخ ميلادهم وأبراجهم. أما الآن فلا أستطيع حتى تذكر أسماء الأغاني وصرت كثيراً ما أشير إلى المغنيين بـ "تلك الفتاة صاحبة تسريحة ذيل الحصان" أو "ذلك الشاب الغريب الذي تبدأ أغنيته باذهب من هنا!".
كنت أصف نفسي قبل خمس سنواتٍ بأني سريعة البديهة، وكانت جميع النكات التي أخبرها تأتي في وقتها وفي مكانها، وبسهولة كنت أجلب التشبيهات لتوضيح القصة التي أرويها. لكن بعد ولادتي بمدة قصيرة، بدا الأمر وكأنني قمت باستبدال ذاكرتي وقدرتي على حل المشاكل والتفكير النقدي بطفلةٍ صغيرةٍ جميلة.
عندما علمت بأن مصطلح "دماغ الحمل" هو شيءٌ حقيقي، شعرت بالارتياحٍ نسبياً. مع أني دائماً أتساءل: متى سينتهي هذا؟ فابنتي أصبحت في الرابعة من عمرها إلا أن النسيان أصبح سمةً شخصيةً واضحة علي أكثر من كونه مجرد تقلبٍ في الهرمونات.
يعمل العلماء على معرفة الأسباب المحددة التي تجعلك فعلياً تفقدين عقلك خلال فترة الحمل وعلى معرفة مدة ظهور هذه الأعراض، وما توصلوا إليه هو أن الحمل يفعِّل نظاماً لدى معظم النساء يجبرهن على الاحتفاظ بكل قدراتهن العقلية والعاطفية والجسدية لأطفالهن المنتظر قدومهم.
بمعنى آخر، أنت قد لا تستطيعين تذكر ما إذا كنت قد لبست الجاكيت الأحمر عند ذهابك للعمل في الأسبوع الماضي، لكنك حتماً ستتذكرين موعد آخر جرعة من خافض الحرارة لطفلك والتي كانت قبل 3 ساعات و13 دقيقة، أو أنه ذهب إلى الحمام 3 مراتٍ في آخر 23 ساعة وغيرها من حاجات طفلك!
ووفقاً لدراسة أجراها مجموعة من الباحثين في جامعة تورونتو، فإن القلق والنسيان والتغيرات العاطفية التي تواجه الكثير من النساء بعد الولادة ربما يكون سببها أن الدماغ يعمل بطريقة مختلفة تماماً بعد الولادة، وهذا كله لأن جسمك سيعمل ضدك في سعيه لإبقاء طفلك على قيد الحياة وبصحةٍ جيدة.
بالإضافة إلى أن الأمومة حرفياً تغير دماغك، فلديك أيضاً الحرمان من النوم الذي لا زلت أعاني منه بسبب طفلتي التي لديها حساسية من وقت النوم. ولا أتذكر أيضاً آخر مرة استطعت فيها حضور فيلمٍ أو تناول وجبةٍ دون سماع صوتها تطلب الحصول الفواكه.
فالأمومة والتربية ستجعلك تدركين أنك ربما لن تستطيعي التركيز على نشاط واحد فقط مرة أخرى!
دائماً ما أذكِّر نفسي بأن هذه الهفوات في الذاكرة تحدث لي لأني أقوم بعملي كأم على أكمل وجه. ربما لا أستطيع تذكر كلمات أغانيَّ المفضلة، لكن وعلى الأقل فإن طفلتي تأكل طعامها وتتمتع بصحة جيدة.
*صدر المقال باللغة الإنجليزية على موقع Madamenoire