العلاقات
هذه هي أسباب السعادة الزوجية من وحي تجارب حقيقية
قام مارك مانسون -المدون الأمريكي المهتم بالتنمية البشرية ومؤلف كتاب "فن اللامبالاة" الأكثر مبيعاً في الآونة الأخيرة- بمشاركة بعض النصائح على موقعه الإلكتروني عن العلاقات الزوجية، وكل ما يساهم في نجاحها واستمراريتها أو فشلها.
تحدث مانسون أنه تلقى هذه النصائح من متابعيه حول العالم، فقد فكر أنه سيكون من المفيد جداً أن يستشير قرَّاءه عن أفضل النصائح التي من الممكن أن يقدمها كل منهم عن العلاقة الزوجية المثالية بالنسبة له، ليقوم بعد ذلك بتجميع خلاصة تجاربهم وحكمتهم في مقال واحد مباشر، ويمكن أن يستفيد منه جميع الأزواج حول العالم.
فكان السؤال الذي وجهه لمتابعيه: "لكل شخص منكم متزوج لمدة تزيد عن العشر سنوات، ولا يزال يشعر بالسعادة في زواجه.. ما هي الدروس التي تستطيع/ تستطيعين أن تعطيها للآخرين؟ ما هو سر نجاح علاقتك بزوجتك/ زوجك؟ أيضاً، لجميع الأشخاص الذين مروا بتجربة الطلاق، ما هو السبب وراء فشل علاقاتكم؟"
بالطبع تفاعل متابعوه معه بشكل كبير، ووصل عدد الإجابات التي تلقاها إلى ما يزيد عن الـ 1500 إجابة بعضها كان يصل إلى عدة صفحات لطوله.
واستطاع مانسون بعد أسابيع من العمل على هذه الردود أن يخرج لنا مجموعة من النصائح التي أجمع عليها وتحدث عنها عدد كبير من الناس من خلال تجربتهم الخاصة ونظرتهم للحياة.
إليكم بعضاً منها كما سردها مانسون على موقعه:
1. اختر/ اختاري شريك حياتك لأسباب صحيحة
الحب بحد ذاته ليس كافياً لجعل علاقة ما تستمر! فهو من الممكن أن يكون صحياً أو مرضياً، مفيداً أو مؤذياً، بالاعتماد على الطريقة والسبب الذي يدفع شخصين إلى الارتباط ومحبة بعضهما البعض.
فإن جعل علاقة ما ناجحة -أي سعيدة ومستمرة- يتطلب إعجاباً عميقاً وحقيقياً ومتبادلاً من كلا الطرفين، بدون هذا الإعجاب سينهار كل شيء.
فيكون سبب ارتباط البعض نابعاً من رغبة أحد الزوجين باستخدام حب الطرف الآخر لغاية الخروج من حالة نفسية ما يعاني منها أو إلهاء نفسه عنها، وسرعان ما يتحول ذلك إلى حالة من الاعتماد المرضي على الطرف الآخر، الأمر الذي يدمر العلاقة بين هذين الزوجين.
ويمكن تلخيص بعض الأسباب الأخرى الخاطئة التي قد تدفع الزوجين إلى الارتباط وتكون سبباً في فشل العلاقة لاحقاً فيما يلي:
- ضغوطات من العائلة والأصدقاء.
- الشعور بالإحباط بسبب التأخر في الارتباط، فيقبلون بأول شخص يظهر أمامهم.
- الارتباط من أجل صورة الزوجين أمام الناس، فالعلاقة تبدو جميلة وجيدة في الصور وأمام الآخرين، وليس لأنهما معجبان حقاً ببعضهما البعض.
- كون البعض شاباً في مقتبل العمر ويملك أفكاراً ساذجة عن الحب، وكأنه الحل السحري الذي سيحل كل مشاكله في الحياة.
2. ضع/ ضعي توقعات واقعية عن الحب والعلاقات الزوجية
الحب الرومانسي الأعمى هو مصيدة تجعل شخصين يتغاضيان عن أخطاء وعيوب بعضهما البعض لفترة كافية، عادة ما تستمر لبضع سنوات على الأكثر. فهذه الأحاسيس والمشاعر التي يشعر بها أحد الطرفين وهو يحدق في عيني حبيبه/ حبيبته وكأنها نجوم معلقة في السماء ستختفي ذات يوم، وعندما يحدث ذلك سيبقى ما هو حقيقي فقط!
أما الحب الحقيقي فهو شعور عميق يدوم دون أن يتأثر بوجود النزوات والأهواء العاطفية، فهو نوع من الالتزام الدائم بشخص آخر مهما كانت ظروفه وأحواله، مع إدراك تام ان هذا الشخص لن يجعلك سعيداً دائماً، شخص سيعتمد عليك تماماً مثلما ستعتمد أنت عليه.
هذا النوع من الحب هو أصعب بكثير، فهو أحياناً لا يعطي ذلك الشعور بالراحة وبأن كل شيء بحالة جيدة للغاية، فهو يعني أن تتعامل مع شخص آخر بجميع مخاوفه وتوقعاته وفي جميع أحواله.
إلا انه وعلى الرغم من كل ذلك الأصدق ويعطي من يعيشه ذلك الشعور بالرضا والأمان والمعنى، وهو في نهاية الأمر يجلب له السعادة الحقيقية وليس فقط سلسلة من النزوات العاطفية الفارغة.
3. إن أهم عنصر يؤثر في العلاقات هو الاحترام
كان من الملاحظ أن الشيء الأهم الذي تحدث عنه الأشخاص الذين يعيشون زواجاً سعيداً يمتد لأربعين عاماً بشكل كبير كان الاحترام.
هؤلاء الأزواج يدركون تماماً أن التواصل والحوار فيما بينهم مهما كان مفتوحاً وشفافاً وواضحاً، ستحطم في مرحلة ما وسيكون هناك بعض الخصام والمشاعر المجروحة، والشيء الوحيد الذي يمكن له أن ينقذا الزواج في هذه الحالة من الوقوع في الأخطاء التي لا رجعة عنها هو احترام الشريكين لبعضهما البعض.
من المهم جداً أن يحافظ كل من الزوجين على تقديره واحترامه للآخر، وأن يؤمن تماماً بان شريكه يبذل كل ما في وسعه ليكون ما هو عليه الآن.
بدون هذه الركيزة في العلاقات، ركيزة الاحترام، سيبدأ الشك بالدخول إلى العلاقة، فتبدأ بمحاكمة خيارات شريكك ونواياه حتى تتعدى على استقلاليته ورغباته وشخصيته، وسيشعر هو بدوره بحاجته إلى إخفاء بعض الأمور عنك خوفاً من الانتقاد، وهنا تبدأ العلاقة بالانهيار.
إذاً كيف يكون الاحترام بين الزوجين؟ إليكم بعض الأمثلة من المتابعين:
- لا تتحدث بقلة احترام عن شريكك أو تتذمر منه أمام الناس والأصدقاء. إذا كان لديك مشكلة مع شريكك فعليك أن تناقشه معه وليس مع أي شخص آخر. إن تحدثك بطريقة سيئة عن شريكك أمام الناس سيقلل من احترامك له ويجعلك تشعر بالسوء تجاه علاقتكما.
- عليك أن تحترم أن شريكك لديه هوايات واهتمامات ووجهات نظر مختلفة عنك، فكونك تقضي وقتك وجهدك في أمور مختلفة عنه لا يعني أن ما تفعله أفضل.
- عليك أن تحترم أنك وشريكك متساويان في العلاقة، فإذا كان أحد الطرفين تعيساً، إذا فالعلاقة غير ناجحة.
- لا مكان للأسرار، فإذا كنت وشريكك تحترمان بعضكما البعض، عليكما التحدث والمصارحة دائماً ومناقشة كافة الأمور مهما بدت سخيفة.
4. أعط شريكك مساحته الخاصة
بعض الناس يخشون أن يمنحوا شركاءهم الحرية والاستقلال. هذا ناتج عن انعدام الثقة أو انعدام الأمان، فيظنون أنهم إذا أعطوا شركاءهم مساحة كبيرة، فسوف يكتشفون أنهم لم يعودوا بحاجة إليهم في حياتهم.
بشكل عام، كلما ازداد شعورنا باننا غير جديرين بهذه العلاقة، كلما حاولنا التحكم في سلوك الشريك ومساحته الخاصة. ومن الجدير بالذكر، أن عدم قدرة البعض على ترك تلك المساحة لشركائهم هو شكل آخر من أشكال عدم الاحترام.
فبالنهاية إذا لم تثقي بزوجك ليخرج في رحلة للعب الجولف مع أصدقائه وتخشين أن يبعده ذلك عنك، أو إذا لم تكن تثق بزوجتك لتخرج مع صديقاتها إلى المطعم بعد العمل وتخاف أن تتركك ويقل احتياجها إليك بعد ذلك، فأنت كشريك لا تملك اعتباراً جيداً لنفسك ولا تعتقد أنك جدير بهذه العلاقة.