الأطفال 6-11 سنة
استعدوا للعودة إلى المدرسة وحضروا أطفالكم لعام دراسي جديد
يقترب العام الدراسي من انطلاقته، ومع هذا القرب تثور كثير من الأسئلة التي يرغب الأهالي الحصول على إجابات وافية لها، وإن كان الدور الأساسي في التهيئة للوالدين فإن الوزارة على عاتقها مسؤولية تبديد مخاوف الأهل، وتوضيح الصورة بأقرب مسافة للأهل ليكون تخطيطهم طويل الأمد، وأي تغييرات في خططهم تكون طفيفة، يمكن تقبلها بسهولة.
على الأهل الجلوس مع أبنائهم والتحدث بشكل يومي، وقبل بدء العام الدراسي ليكن المحور هو التوعية اللازمة بأن السلوكات الإيجابية مطلوبة في كل زمان ومكان، وأن البيئة المدرسية هي أكثر بيئة يتعامل فيها الطفل مع أقرانه، لذلك فإن التعامل بأدب وأخلاق يفيد الإنسان، ويترك في نفوس الآخرين الانطباع الجميل عنه، لكن هذا الأدب لا يعني بأي حال من الأحوال التنازل والخضوع والتبعية للآخرين، فالفرق بين الشخصية المستقلة والشخصية الخاضعة او التابعة كبير وجوهري.
جميل أن يدرك الأطفال أن تكرار ارتداء الأحذية ولو بشكل يومي، واستعمال الأغراض مدة طويلة ليس عيبًا، وأن بقاء حقيبة الكتب عامًا كاملًا لا يغير كثيرًا في الأحلام والأمنيات، فالإنسان ليس بمظهره بل بجوهره وما يحققه من نتائج.
علموا أبناءكم أن الشخص المختلف عني ليس بالضرورة عدوي أو يكرهني، بل توجد أشياء كثيرة مشتركة بيننا ينبغي أن نبحث عنها، وأن مراعاة مشاعر الآخرين من الأيتام وذوي الإعاقة جزء من النبل والرقي والتحضر
أخبروا أولادكم أن الذهاب إلى المدرسة لا يقل متعة عن الذهاب إلى مركز التسوق أو قضاء الوقت الطويل في لعب لعبتي المفضلة على الهاتف، بل هي من أفضل الأمكنة لتكوين صداقات دائمة، واكتشاف الذات وتحقيق الأمنيات.
قولوا لأبنائكم بأن المعلمة أم بصورة مختلفة، والمعلم أب من زاوية أخرى، وأنهم يهتمون بكم بدرجة تكاد تقترب من أمهاتكم وآبائكم في البيت، وأن مدير المدرسة يشرف على كل هذه العلاقات المتداخلة التي ترمي بالنهاية لأن تكون مدرستكم لطيفة مفعمة بالحنان والرقة.
سائق الحافلة وحارس البوابة وعمال التنظيف يشكلون جزءًا من حياتنا اليومية، ولهم حيز في ذاكرتنا المدرسية، فالابتسام الذي يوحي بالاحترام والامتنان وليس الشفقة والعطف في وجوههم أمر يعكس إنسانيتنا ونبل أخلاقنا وحسن تربيتنا، وهو في الأحوال كلّها لا يكلّف شيئًا، لكنه يترك أثرًا عظيمًا يدوم طويلًا.
بناء شخصية الفرد الإيجابية المتفاعلة مع محيطها لا يقل أهمية عن تحصيله العالي ومعدله المرتفع وترتيبه بين أقرانه، وهذا أمر ينبغي أن يعطيه الأهل الاهتمام الكبير والتركيز الشديد، إذ ينبغي ان تكون شخصيات أبنائنا متكاملة، فلا نفضّل الطالب الذي لا يجيد الحوار مع الآخرين والتواصل معهم رغم أنه يحرز المرتبة الأولى في اختبارات الرياضيات والفيزياء، وهذا معناه أن نوجّه أطفالنا نحو الانخراط بأنشطة تنمي مهارات الحياة، وتجعلنا نتفاعل مع محيطنا بشكل مستمر.
مسؤولية الوزارة كبيرة في الاستعداد لعودة سلسة إلى مقاعد الدرس، فمدة العطلة الطويلة تحدث تأثيرًا في النمط اليومي لحياة الطفل يختلف كثيرًا عن النمط المتبع في أيام الدوام المدرسي. هذا العام كسابقه يأتي في ظل تداعيات صحية ما نزال نعيش تأثيراتها، فكثير من المسؤولين والأهالي يتخوفون من انتشار الفيروس من جديد كون كثير من طلبة المدارس لم يتلقوا اللقاح، وهل من الضروري إجراء الفحص بشكل دوري للتأكد من عدم الإصابة، أو إعادة فرض ارتداء الكمامة، وتقليص الأنشطة وأوقات اختلاط الطلبة في الساحات وحصص الرياضة او الأنشطة اليومية.
هذه الاهتمامات ضرورية، وتوفير الإجابات جزء أساسي في استعداد الأهل للعودة الآمنة إلى الدراسة، وتوفير المستلزمات الضرورية لأبنائهم، والتأكد أن كل شيء بات جاهزًا لبدء الدراسة، وإعادة ضبط التفكير اليومي نحو الاستعداد ليوم مدرسي حافل بالمهمات.