قصص أمهات
نعم بالفعل، أم لثلاثة صبيان!!!
هل أنت أم لصبي؟ هل أنت أم لفتاة؟ هل أنت أم لطفل وحيد؟
حسنًا، أياً كان الدور الذين تقومين به؛ فهو دور عظيم حقًا.
أنا عن نفسي أم لثلاثة صبيان رائعين، لكن مشكلتي الرئيسية هنا هي مواجهتي المتواصلة للضغط الذي أتعرض له وهو "حان الوقت ليصبح لديك ابنة".
فمتى ذكرت عدد أطفالي أمام أي أحد وأن جميعهم صبيان، يؤكد جميع من حولي على ضرورة إنجاب فتاة، ويمكنني أن أتخيل أن والدة الفتيات تتعرض لردة الفعل ذاتها.
كنت دائمًا أرغب في أن تكون لدي ابنة وأتمنى أن تكون لدي واحدة بصدق، إلا أن وجود ثلاثة صبيان لدي ليس بالأمر الهيّن، كما أن تربية أحد الجنسين مسؤولية كبيرة. كما أن حبي لأطفالي لا نهاية له، إذن لمَ كل هذا الضغط؟
وإليكم السبب؛ وما يود الناس ادعاءه دومًا، بناءً على تجاربهم الخاصة؛ هو أن الفتاة تبقى لك وإلى جانبك للأبد، هي من سيساعدك في المنزل وهي الأكثر عطفًا وحنانًا عليك عند المرض أو التعب أو عندما تكونين بحاجة إليها بكل بساطة، ولكن حبًا بالله، اسمعوني للحظة فقط، لماذا يفترض الناس بأنك دائمًا تفتقدين شيئًا ما إذا لم تحظي بأطفال من كلا الجنسين؟ ورغم أنني أدرك بأنه ربما قد يكون هنالك شيء صحيح فيما يخص ما يدعونه لكن هذا لا يعني وجود أي شيء خطأ في وضعك الحالي.
وكذلك الأمر بالنسبة لأمهات الفتيات، إنني لا أعلم ما الذي تمررن به حيال هذا الأمر إلا أنني متأكدة بأنكن تتعرضن لذلك أيضًا. عليكن أن تجلبن وريثًا للعائلة، ويا له من عار أن تكون لديك فتيات فقط، ويا لسوء حظ زوجك فليس لديه ولد يرثه. ولسوء الحظ، نتوقف عن إبداء أي اهتمام بمشاعر الآخرين.
تمر بعض الأمهات بالكثير من الألم الجسدي والمعنوي بسبب ذلك الأمر، فما المغزى وراء الاضطرار إلى خوض تجارب الحمل المتعددة (مع كل ما تحمله كل تجربة منها) ناهيك عن خضوع البعض من السيدات للتلقيح الاصطناعي لولادة طفلها!
أنا لا أقول بأن هنالك خطأ في الرغبة والعمل باجتهاد للحصول على فتاة أو صبي، فهذه مسألة خاصة تخص الزوجين وأمر شخصي كذلك.
ولكن ما الذي يعطي الآخرين الحق في التدخل؟ هذا ما أحاول فهمه.
متى سينتهي العار من إنجاب الفتيات فقط؟ متى ستنتهي الصورة النمطية بأن الأولاد سيتخلون عنك في الكبر؟
أما بالنسبة لي وكيف أتعامل مع هذا الأمر، فهو ليس بالأمر السهل، ولكنني أحاول جعل أطفالي يشاركون في الأعمال المنزلية كترتيب أَسرتهم، والمساعدة في الغسيل وترتيب ألعابهم وما إلى ذلك. وأتذكر عندما مرضت في إحدى المرات، كان أولادي متعاونين ومتعاطفين وكانوا يحاولون العمل على راحتي بقدر ما يستطيعون.
وأحاول أن أجعلهم يتفهمون بأن لدى الأولاد والفتيات المسؤوليات ذاتها عندما يتعلق بالأمر بمعاملة الوالدين وما هو متوقع منهم في المنزل.
أود أيضاً تسليط الضوء على قضية شائكة أخرى في مجتمعنا، وهي المعايير المزدوجة في التعامل مع أبنائنا؛ حيث يستطيع الصبي التمتع بحرية أكبر في التأخر ليلًا وأن يكون أقل اكتراثًا بشؤون المنزل، وعدم سؤاله عن المكان الذي كان فيه وما كان يفعله، في حين تُفرض على الفتاة حدود وقيود أكبر، فلديها أعمال أكثر في المنزل ويتوقع منها المساعدة دائمًا بالمزيد، إلى جانب منحها حرية أقل للقيام بأمور أخرى وذلك فقط لكونها فتاة.
ونعم سيكبر الصبي ليصبح رجلًا قويًا، ولكن بإمكان الفتاة أن تكون قوية أيضًا وأن تقدم نجاحات وإنجازات عظيمة.
والمسألة هنا هي أننا جميعنا في النهاية بشر، وإنني اشعر بالقلق حيال ابني تماماً كما أشعر به حيال ابنتك.
لذلك، يجب علينا تربية أبنائنا على المحبة والحنان وعلى تحمل المسؤولية، وإذا كان لديك أطفال من كلا الجنسين فاحرصي على أن تتم معاملتهم بعدل ومساواة. دعونا نغير القاعدة ونبدأ بالنظر إلى الأمور من منظور أكثر انفتاحًا وتفهمًا.
تحياتي لكنَّ جميعاً...