الأطفال 6-11 سنة
أنقذوا ما تبقى من عطلة أطفالكم
أثناء تجولي في ارجاء المدينة، كنت أنظر إلى الحدائق الجميلة الخضراء التي تحيط بالمنازل، كان غريباً جداً بالنسبة لي ألا أجد أطفالاً صغاراً يلعبون ويمرحون فيها، فبدت لي وكأننا نعيش في القصة القديمة للجني الذي يأتي في كل عام ليخطف الأطفال الصغار، ولهذا هم يختبئون وراء أبواب منازلهم.
أين ذهب هؤلاء الصغار؟ لماذا لا يتسابقون أو يلعبون الغميضة أو كرة القدم في مكان ما؟ أين ذهبت ضحكاتهم وقهقهاتهم التي كانت تملأ الشوارع؟ وكيف يتواصلون الآن مع أصدقائهم وجيرانهم؟!
الأطفال يتركون المكان الأمثل والطبيعي لاحتضان طفولتهم وبراءتهم، وهذا يفقدهم ثقتهم بأنفسهم في الانخراط بالمجتمع، وقدرتهم على التخيل، وإبداعهم ببناء قصور عجيبة من الرمل.
أنظروا لملابسهم لم تعد تتسخ، وقد فقدت أيديهم مهارات الرسم والتلوين، ولم تعد عقولهم تستطيع قراءة أجمل الروايات والقصص العالمية الرائعة!
كما وأنهم حُرِموا من الفوائد العظيمة التي يجنوها اثناء تعرضهم لأشعة الشمس، ليكون نموهم طبيعياً وصحياً وسليماً.
العطلة الصيفية تنمي قدرات الأطفال وتصقل شخصياتهم
إن قضاء الأطفال لعطلة الصيف مع العائلة والأصدقاء والجيران ينمي لديهم قدراتهم في التواصل الاجتماعي والعاطفي مع الآخرين، ويبعدهم عن البيئات المغلقة والمنعزلة، ويساعدهم في الانخراط بالمجتمع وفهم العالم أكثر، ليترك كل ذلك لديهم ذكريات جميلة عن طفولة صحية وسليمة.
الركض والقفز والحركة لا شك يبني أجسادهم ويقوي عضلاتهم، كما أن أشعة الشمس يساعد أجسادهم الصغيرة على بناء عظامهم وتقويتها، ومهاراتهم الحركية تتحسن باللعب بالرمال والحجارة.
لا أذكر أني كنت أقضي عطلتي وراء الأبواب! ولا أذكر أني كنت اشاهد حلول المساء من خلف النافذة، ولا أذكر أيضا يوماً واحداً من أيام طفولتي أضعت فيه ذلك المشهد الساحر لغروب الشمس أثناء اللعب. أو قضائي ليوم واحد من دون اللعب مع صديقاتي من الجيران، أو ان أغير ملابسي آخر المساء دون ان تكون مليئة بالأوساخ والطين من اللعب.
وأنتِ عزيزتي الأم، هل يصنع أطفالك ذكريات جميلة لعطلتهم وطفولتهم؟ هل يلتقون بأصدقاء جدد؟ هل يملكون فرصة قضاء وقت حر لهم يصنعون فيه ما يشاؤون وكيفما يشاؤون؟ هل بحثوا عن الحلزون في الحديقة أو زرعوا زهرة فيها؟!
كيف يقضي الأطفال أوقاتهم هذه الأيام؟
يتمدد الأطفال بكسل على الأرائك في البيوت مختبئين وراء الشاشات، مرتبطين بعالم افتراضي، ويلعبون ألعاب القتال بالأسلحة، فيقتلون بعضهم فيها ومن ثم يحتفلون بجرائمهم عن طريق الرقص! يهدرون طاقاتهم وطفولتهم البريئة وتواصلهم الحقيقي مع بعضهم، وحقهم في العيش والتفاعل مع الطبيعة.
أصبح الأطفال مدمنون على الشاشات، فألعاب الفيديو ومتابعة شبكات التواصل بشكل مستمر يتسبب بافراز هرمون الدوبامين Dopamine وهو الهرمون المسؤول عن الإدمان في الجسم.
فالفتيات يحسبن عدد الإعجابات والمتابعات على مواقع التواصل الخاصة بهن، ويتواصلن مع غرباء لا يعرفهم الأهل ولا يملكون أدنى فكرة عما يتحدثون إليهن، فيدخلونهم إلى حياتهم الخاصة بجميع تفاصيلها، فيعرفون أماكنهم وأعمارهم وماذا يحبون وماذا يكرهون!
ويشاهد المراهقون المسلسلات على شبكة الإنترنت، فيذهبون إلى غرفهم ويبقون مستيقظين لساعات وساعات يتابعون الحلقة تلوى الأخرى، ثم يقضون نهارهم في النوم والكسل. فهل تعرفين ماذا يشاهد أطفالك؟ وإن كان ما يشاهدونه مناسب لأعمارهم؟
لكل الأمهات اللاتي يعانين من هذا في العطلة.. هيا انهضن لم يفت الأوان بعد للاستيقاظ من هذا الكابوس!
خذوا الشاشات من أمام أطفالكم وتخلصوا منها، وابدؤوا معهم طريقة جديدة لقضاء عطلتهم بشكل سليم وصحي:
-
أخرجوا أطفالك إلى الخارج للعب
-
اجمعوا ذكريات جميلة ومميزة لهم
-
اخلقوا وقتاً عائلياً ممتعاً سوياً
-
أخرجوا معهم في نزهة للمشي
-
اذهبوا معهم إلى المنتزهات العامة ومناطق اللعب
-
زوروا المتاحف معاً
-
قوموا برحلة للاستمتاع بالطبيعة
-
دعيهم يبنون الخيام
-
دعوهم يستمتعون بالطبيعة وجمالها
-
زوروا الأجداد والجدات ودعوا أطفالكم يستمعون لقصصهم الشيقة
-
كلفوهم ببعض الأعمال المنزلية مثل صناعة الكيك.
وتذكروا بان طفولتهم لن تدوم إلى الأبد، لذا أدعوهم لكي يتعرفوا على عالمهم الحقيقي قبل أن يكبروا وقد فات الأوان!
فأنتم مسؤولون عن بناء مستقبل جميل لأطفالكم، وذلك بجعلهم يقضون طفولة مميزة وعطلة صيفية ممتعة مليئة بالمرح والنشاط والذكريات الجميلة!