الأطفال 6-11 سنة

ما هو نصيب الأمهات من العطلة الصيفية؟

ما هو نصيب الأمهات من العطلة الصيفية؟
النشر : يوليو 26 , 2022
آخر تحديث : يوليو 31 , 2022
 يعمل محمد في قطاع التعليم منذ العام 2004، بدأها معلمًا في الغرفة الصفيّة للمرحلتين الأساسيّة والثانوية في مدارس القطاع الخاص والمدارس الحكومية،... المزيد

امتعاض لجين ليس جديدًا هذا الصيف، فهي في كل عطلة وليس حصرًا العطلة الصيفية تخبر زميلاتها وأخواتها وصديقاتها أنها لا تحب قدوم العطلات، وتود لو أن العام الدراسي يمتد طوال العام دون توقف.

هذه العطلة كانت شكوى لجين وهي أم لثلاثة أطفال أمام صديقة لأختها تلتقيها أول مرة، لتستغرب هذه الصديقة وتعلنها باستنكار: هل يوجد من يكره العطلة؟ ومن أخبرك أن العطلة فقط للأبناء؟ نحن بحاجة لأن نغيّر نظرتنا للعطلة كي نستمتع بها جميعًا، ولا نحوّلها لعبء على العائلة كلّها، وإرهاق لميزانية الأسرة وتكليف إضافي للأبناء قد يكون مردوده سلبيًا.  

هنا انتبه جميع الحاضرين، فالمتعارف عليه أن العائلات تنشغل في عطلة الصيف بالبحث عن الأندية الصيفية واختيار الأنشطة المناسبة للأبناء؛ كي لا يذهب وقتهم مع الأجهزة الإلكترونية دون فائدة حقيقية، أو تنمية شخصية واقعية، ويخصصون لهذا الأمر جزءًا من موارد العائلة المالية.

العطلة من وجهة نظر هذه الصديقة هي فرصة للأم مثلما هي للأبناء، والأنشطة المتنوعة التي تلائمنا متاحة للأم بالتشارك مع أبنائها، فالعطلة هي فرصة لإعادة تمتين أواصر الثقة والتواصل بين الأم والأب وأبنائهما، فساعات اليوم تقلل التواصل المباشر بين الأم والأب من جهة والأبناء من الجهة الأخرى؛ بسبب انهماك كل طرف بواجباته اليومية، فالعمل يستحوذ على وقت الأب، وأعمال البيت والعمل للأم العاملة يحتاج كذلك جزءًا كبيرا من وقتها اليومي، بينما الابن يمضي الوقت بين الدوام المدرسي ومتابعة الواجبات وحل المهمات في البيت.

إذن العطلة ليست للأبناء وحدهم.

أفكار بناءة

  • ربما هي فرصة ثمينة أن تجلس العائلة بعيدًا عن الهواتف والأجهزة الإلكترونية، وكل فرد فيها يتأمل الذي حققه في العام المنصرم، ثم يخبر بقية أفراد العائلة به، ومستوى رضاه عما حققه، ولماذا أخفق في بعض الجوانب، ويمتد الحوار لينتقل إلى أهم شيء يرغب تحقيقه في العام القادم، وهذا الحوار ينبغي للعائلة أن تأخذه على محمل الجد، وربما ما يضفي الجدية هو كتابة الأهداف في ورقة، ووضعها في مكان متفق عليه، بحيث نعود إليها بعد مدة زمنية لنرصد أين وصلنا في تحقيق أهدافنا الحياتية، وما المساعدة التي احتاجها من أفراد العائلة لأحقق ما أطمح إليه.
  • مثلما لدينا لعبة إلكترونية مفضلة يجب أن يكون لدينا كتاب مفضل، كل فرد في العائلة يختار كتابًا ليقرأه، وهنا نحن نعزف على وتر القدوة، ثم نغوص في جلسة حوارية أسبوعية يطرح كل واحد فيها أبرز الأفكار التي اكتسبها من هذا الكتاب، فمعظمنا شاهد تلك الصورة التي تجلس فيها سيدتان مع ابنيهما في حديقة عامة، لتأتي السيدة التي تحمل هاتفا نقالا هي وابنها وتطلب إلى السيدة التي تقرأ كتابًا وابنها كذلك أن تعلمها: كيف يترك ابنها الهاتف النقال ويمسك الكتاب، فجاء رد السيدة بسيطًا سهلا: إنهم يروننا ولا يسمعوننا.
  • الطبيعة للاستمتاع مثلما هي لالتقاط الصور، فلتكن رحلاتنا الطبيعية للتأمل وتصفية الذهن، وإراحة للعين من التصاقها الطويل بالشاشات، فزيارة موقع طبيعي مفتوح أو مطل أمر يجذب أفراد العائلة جميعًا، وليخصص وقت من زيارة هذه المواقع لالتقاط الصور، ثم إخفاء الهواتف والانطلاق في رحلة تأمل تريح الأعصاب وتهدئ البال.
  • بعد الجائحة اكتسبت الدورات والتعليم عن بعد أهمية إضافية، فصار هناك مئات المساقات المتاحة مجاناً على الإنترنت لذلك سيكون من المفيد البحث عن دورة تطوير مهني استفيد منها في عملي، أو دورات تعلّم الأبناء مهارات جديدة في الحياة مثل مهارات اللغة العربية أو مهارات حل المسائل الحسابية أو حتى دروسًا في التاريخ والدين.
  • اختيار لعبة إلكترونية يمكننا لعبها مع أبنائنا، فهذه اللعبة ستتيح لنا معرفة كيفية تفكير أبنائنا، والمفردات التي يفضلونها، وكيف يتحكمون بمشاعرهم أو يعبرون عنها، إضافة إلى أننا سنكون قريبين جدا من الواقع الذي يلتصقون به كثيرًا، فعادة ما يطلب الأبناء وقتا لمشاركة أصحابهم اللعب عبر الإنترنت، وسيكون الأمر مثيرًا أكثر عندما أنافس والدي أو والدتي كذلك.

لن تتذمر لجين من العطلة بعد اليوم، وستصبح فسحة جميلة لمشاركة أبنائها اللعب وتمضية الوقت، والقرار الذي اتخذته وعدت الجالسين جميعًا أن تخبرهم نتائجه وفوائده فور انتهاء العطلة.

مواضيع قد تهمك

الأكثر شعبية