اللغة هي مفتاح البشر للتواصل مع العالم والآخرين، ويبدأ الطفل منذ بداية حياته بالتواصل مع من حوله باستخدام الأصوات والبكاء، ولكن قد تظهر لدى بعض الأطفال مشاكل في النطق واللغة، وقد يكون ذلك نتيجة لأسباب عديدة، كالمشاكل العضوية، مثل: إصابات الدماغ وضعف السمع، أو قد تكون ناتجة عن مشاكل بيئية، كأن تكون البيئة غير محفزة لتطوير النطق واللغة عند الطفل بشكل صحيح.

ما هو علاج النطق واللغة؟

هو علاج لمشاكل الكلام (النطق و اللغة) عند الأطفال والكبار، ومن المشاكل التي يتم علاجها على سبيل المثال لا الحصر:

• وجود تأخر لغوي عند الطفل ,قد يكون مرافق لمشاكل أخرى موجوده لديه ايضاً مثل التأخر اللغوي عند الأطفال الذين لديهم متلازمه داون.
• وجود مشاكل في إنتاج بعض الأصوات، مثل وجود مشاكل لدى الطفل في انتاج صوت الراء بالشكل الصحيح.
• التأتأة أو ما يسمى بالتلعثم .
• ضعف السمع المرافق لهالتأخر اللغوي.
• مشاكل الصوت والبلع.

ويتم إجراء العلاج من قبل معالج النطق Speech therapist أو ما يطلق عليه اختصاصي أمراض النطق واللغة Speech language pathologist، والذي يقدم الدعم والعلاج المناسب لهؤلاء الأشخاص.

اذن, من هو أخصائي النطق واللغة والبلع؟

 هو أحد المختصين في المجال الصحي، ويعنى بتقييم وتشخيص وعلاج اضطرابات النطق واللغة والصوت وسبل الوقاية منها. كما يهتم بتنمية مهارات التواصل، بالإضافة إلى علاج اضطرابات البلع لجميع الفئات العمرية. 

كيف يقوم الأخصائي بعمله؟

يقوم أخصائي النطق واللغة بفحص المريض وتقييم حالته، ثم إعداد خطة علاجية مناسبة له، والبدء في تطبيقها من خلال الجلسات العلاجية، وتزويد الأهل بالإرشادات والنصائح المناسبة للتعامل معه.

أين يعمل أخصائي النطق واللغة؟

– المستشفيات (العيادات الخارجية وأقسام التنويم).

– العيادات الخاصة.

– المراكز التأهيلية.

– مدارس الدمج لذوي الإعاقات الحركية أو السمعية.

– المراكز المتخصصة لذوي الاحتياجات الخاصة (كمراكز متلازمة داون)

–بعض رياض الأطفال.

كيف يكون علاج النطق واللغة وما هي الاستراتيجيات التي يتبعها الأخصائي في العلاج؟

تختلف الاستراتيجيات حسب اختلاف المشكلة عند الأفراد، ويختار الأخصائي ما يناسب الحالة بعد الانتهاء من التقييم وتشخيص الحالة والمستوى ولكن، عند تطبيق هذه الاستراتيجيات مع الأطفال، يلجأ الكثيرون من أخصائي النطق إلى تطبيقها باستخدام الأنشطة والصور. وعن طريق اللعب، حيث يساعد ذلك على تشجيع الأطفال وجذبهم، مما يضمن نتائج أفضل للعلاج.

ومن الطرق المتبعة مع الأطفال:

التعلم من: 

• خلال الصور، حيث يستقبل الأطفال المعلومات بشكل أفضل عن طريق الصورة ومما يشاهدونه أكثر مما يسمعونه، وبذلك نساعدهم على ربط الصورة بالكلمة وفهمها مما يزيد عدد المفردات اللغوية لديهم.

اللعب، حيث يختار الأخصائي لعبه مناسبة ليزيد فيها المفردات اللغوية الجديدة للطفل فمثلاً، قد يختار لعبة القفز ليعلم الطفل المفردات مثل: اقفز

• وقف ودوري الآن ودورك! وخلال هذا الوقت يستمتع الطفل باللعب ويتعلم المفردات اللغويه المستهدفه من قبل الأخصائي خلال الجلسة العلاجية.

هل يستفيد الأطفال من الجلسات العلاجية مع أخصائي النطق واللغة؟

أثبتت العديد من الدراسات فعالية العلاج، بالإضافة إلى ما نراه حقيقة في واقع عملنا، وفي عياداتنا، حيث نصادف العديد من الأمهات اللاتي يواجهن مشكلة مع تطور أطفالهن لغوياً، وبعد الجلسات العلاجية نرى الأمل قد عاد إليهن من جديد بفضل من الله وتوفيقه ثم بما يقومه الأخصائي مع الطفل في الجلسات العلاجية.

ولا بد أن نذكر أن دور الأهل مهم جداً في العلاج ومتابعة الطفل في المنزل وحتى في الوقاية من حدوث المشاكل التي قد يكون سببها البيئة المحيطة في الطفل ، حيث يستطيع الأهل استخدام كلمات واضحة والتحدث بطريقة صحيحة والابتعاد عن استخدام طريقة التحدث الطفولية عند التحدث لأطفالهم ،كما عليهم تقليل الوقت الذي يمضيه أبناؤهم على الشاشات قدر المستطاع لإعطائهم الفرصة للتحدث والتواصل مع الآخرين من حولهم.